التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
1511 [ ص: 313 ] 44 - باب: توريث دور مكة وبيعها وشراؤها وأن الناس في مسجد الحرام سواء خاصة لقوله تعالى: إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد الآية [الحج: 25].

البادي: الطاري، "معكوفا" محبوسا.

1588 - حدثنا أصبغ قال: أخبرني ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن علي بن حسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال: يا رسول الله، أين تنزل في دارك بمكة؟ فقال: "وهل ترك عقيل من رباع أو دور؟ ". وكان عقيل ورث أبا طالب هو وطالب، ولم يرثه جعفر ولا علي رضي الله عنهما شيئا; لأنهما كانا مسلمين، وكان عقيل وطالب كافرين، فكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول: لا يرث المؤمن الكافر. قال ابن شهاب: وكانوا يتأولون قول الله تعالى إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض [الأنفال: 72] الآية. [3058، 4282، 6764- مسلم: 1351 - فتح: 3 \ 450]


ثم ذكر حديث ابن شهاب، عن علي بن حسين، عن عمرو بن عثمان، عن أسامة أنه قال: يا رسول الله، أين تنزل في دارك بمكة؟ فقال: "وهل ترك لنا عقيل من رباع" .. الحديث.

أما الآية: فخبر إن محذوف، المعنى: هلكوا، أي: وعن المسجد الحرام، واختلف في العاكف والبادي، فقال مجاهد: العاكف: النازل، والبادي: الجائي .

[ ص: 314 ] وقال الحسن وعطاء: العاكف: من كان من أهل مكة، والبادي: من كان بغيرها . قال مجاهد: أي هما في تعظيمها وحرمتها سواء .

وقال عطاء: ليس أحد أحق به من الآخر، ونحوه عن ابن عباس، وقيل: هما في إقامة المناسك سواء، وقيل: لا فضل لأحد على الآخر، وتأوله عمر بن عبد العزيز على أن بيوت مكة لا تكرى ، وروي عن عمر أنه كان ينهى أن تغلق دور مكة في زمن الحج، وأن الناس كانوا ينزلون فيها وحيث وجدوه فارغا . وقيل: إن المراد بالآية المسجد الحرام خاصة دون الدور; لأنهم كانوا يمنعون منه، ويدعون أنهم أربابه.

وأما حديث أسامة فأخرجه مسلم أيضا إلى قوله: وكان طالب وعقيل كافرين ، والباقي بما زاده البخاري عليه، وفي موضع آخر "لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم" وفي رواية لمسلم: وذلك في حجته حين دنوا من مكة، وفي لفظ آخر له: وذلك زمن الفتح .

وقال البخاري: لم يقل يونس: حجته، ولا زمن الفتح. وهو ما ساقه في الكتاب من طريقه.

[ ص: 315 ] وقال الطرقي: رواية الأكثرين من أصحاب الزهري: زمن الفتح، ويحتمل كما قال القرطبي: تكرر السؤال والجواب ، وفيه بعد.

وقد ترجم البخاري أيضا، وأخرجه مع البخاري مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه .

التالي السابق


الخدمات العلمية