التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
1663 [ ص: 169 ] 138 - باب : يكبر مع كل حصاة

قاله ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

1750 - حدثنا مسدد، عن عبد الواحد ، حدثنا الأعمش قال: سمعت الحجاج يقول على المنبر: السورة التي يذكر فيها البقرة، والسورة التي يذكر فيها آل عمران، والسورة التي يذكر فيها النساء. قال: فذكرت ذلك لإبراهيم، فقال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد أنه كان مع ابن مسعود - رضي الله عنه - حين رمى جمرة العقبة، فاستبطن الوادي، حتى إذا حاذى بالشجرة اعترضها، فرمى بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ثم قال: من ها هنا والذي لا إله غيره قام الذي أنزلت عليه سورة البقرة - صلى الله عليه وسلم -. [انظر: 1747 - مسلم: 1296 - فتح: 3 \ 581]
وعن الأعمش : سمعت الحجاج يقول على المنبر: السورة التي يذكر فيها البقرة، والسورة التي يذكر فيها آل عمران، والسورة التي يذكر فيها النساء. قال: فذكرت ذلك لإبراهيم، فقال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد أنه كان مع ابن مسعود حين رمى جمرة العقبة، فاستبطن الوادي، حتى إذا حاذى بالشجرة اعترضها، فرمى بسبع حصيات، يكبر مع كل حصاة، ثم قال: من ها هنا -والذي لا إله غيره- قام الذي أنزلت عليه سورة البقرة.

حديث ابن عمر يأتي مسندا بعد، وحديث ابن مسعود تكرر، وفي مسلم: "ألفوا القرآن كما ألفه جبريل السورة التي يذكر فيها" الحديث، ومراده النظم لا توالي السور؛ فإن جماعة من المحققين خالفوا فيه وقالوا: هو اجتهاد من الأئمة وليس بتوقيف.

[ ص: 170 ] وفقهه: سنة التكبير مع كل حصاة؛ اقتداء بالشارع، وعمل به الأئمة بعده، روي ذلك عن ابن مسعود ، وابن عمر ، وهو قول مالك، والشافعي، وكان علي يقول كلما رمى حصاة: اللهم اهدني بالهدى، وقني بالتقوى، واجعل الآخرة خيرا لي من الأولى.

وكان ابن مسعود ، وابن عمر يقولان عند ذلك: اللهم اجعله حجا مبرورا، وذنبا مغفورا، وسعيا مشكورا.

وأجمعوا أنه إن لم يكبر فلا شيء عليه، فإن سبح قال ابن القاسم: لا شيء عليه.

ومعنى: (استبطن الوادي): وقف في وسطه، وهو الموضع المنحدر من العقبة، والموضع المرتفع الذي يقابلها.

ومعنى (اعترضها): أتاها من عرضها، نبه عليه الداودي.

التالي السابق


الخدمات العلمية