التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
1682 1772 - قال أبو عبد الله: وزادني محمد حدثنا محاضر، حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا نذكر إلا الحج، فلما قدمنا أمرنا أن نحل، فلما كانت ليلة النفر حاضت صفية بنت حيي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "حلقى عقرى، ما أراها إلا حابستكم". ثم قال: "كنت طفت يوم النحر؟ ". قالت: نعم. قال: "فانفري". قلت: يا رسول الله، إني لم أكن حللت. قال: "فاعتمري من التنعيم". فخرج معها أخوها، فلقيناه مدلجا. فقال: "موعدك مكان كذا وكذا". [انظر: 294 - مسلم: 1211 - فتح: 3 \ 595]
ذكر فيه حديث الأسود، عن عائشة قالت: حاضت صفية ليلة النفر... إلى أن قال: "أطافت يوم النحر؟ " قيل: نعم. قال: "فانفري".

وزادني محمد ثنا محاضر، ثنا الأعمش ، عن إبراهيم، عن الأسود، عنها: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا نذكر إلا الحج إلى أن قالت، قلت: يا رسول الله، لم أكن حللت. قال: "فاعتمري من التنعيم". فخرج معها أخوها، فلقيناه مدلجا. فقال: "موعدك مكان كذا وكذا".

محمد هذا هو ابن عبد الله بن نمير شيخ البخاري كما بينه الحافظ أبو نعيم في "مستخرجه" ورواه من جهته.

وقال الإسماعيلي: أخبرني الحسن بن سفيان، ثنا ابن نمير قال: ثنا أبو معاوية وأبي قالا: ثنا الأعمش وأخبرني الحسن، ثنا محاضر بن [ ص: 203 ] المورع، ثنا الأعمش وهذا حديث ابن نمير وأبي معاوية، وأبيه عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة فذكره. وزعم الجياني: أن محمدا هذا هو الذهلي، ونسبه ابن السكن محمد بن سلام . وهذا ليس من مناسك الحج.

ذكر عبد الرزاق : أنا عمر بن ذر أنه سمع مجاهدا يقول: أناخ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة النفر بالبطحاء ينتظر عائشة، ثم كره أن يقتدي الناس بإناخته فبعث حتى أناخ على ظهر العقبة أو من ورائها ينتظرها.

وقول عائشة: (حاضت صفية ليلة النفر) تعني: الليلة التي تلي النفر الآخر، وهو يوم الثالث عشر وباتوا بالمحصب، قاله الداودي، ولعله يريد: باتوا به الليلة التي تلي بعد النحر، وهي ليلة أربع عشرة، وفيه بعد; لأن حقيقة ليلة النفر ليلة ثلاث عشرة، لكن هذا وقع في البخاري في عدة مواضع: ليلة النفر، وفسره في بعض المواضع بأنها ليلة الحصبة، إلا أن تكون ليلة الحصبة ليست ليلة التحصيب، أو تكون معنى ليلة الحصبة: التي ينزل بعدها في المحصب، كما قيل: ليلة النفر التي يقع النفر في غدها فيصح، أو يريد النفر الذي للمدينة ليلة الحصبة; لأنهم نزلوا فيها بالمحصب.

وقولها: (إني لم أكن أحللت) أي: من عمرة، كما أحل الناس، ولم تعمل إلا عمل الحاج كما سلف.

وقولها: (فلقيناه مدلجا) هو بتشديد الدال كذا ضبطه ابن التين، وكذا هو في أصل الدمياطي أيضا، والادلاج بتشديد الدال هو: سير [ ص: 204 ] آخر الليل، وهو افتعل من دلج وأدلج رباعي: إذا سار أول الليل.

وقال الطبري: الادلاج بتشديد الدال الرحيل من المنزل بسحر، وبالتخفيف: الرحيل من المنزل في أول الليل والسير فيه.

وقال ابن عياش وغيره: أدلج القوم إذا قطعوا الليل كله سيرا، وادلج إذا سار آخره.

التالي السابق


الخدمات العلمية