التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
1708 [ ص: 263 ] 17 - باب : من أسرع ناقته إذا بلغ المدينة

1802 - حدثنا سعيد بن أبي مريم ، أخبرنا محمد بن جعفر قال: أخبرني حميد، أنه سمع أنسا - رضي الله عنه - يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قدم من سفر، فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته، وإن كانت دابة حركها. قال أبو عبد الله: زاد الحارث بن عمير، عن حميد: حركها من حبها.

حدثنا قتيبة، حدثنا إسماعيل، عن حميد، عن أنس قال: جدرات. تابعه الحارث بن عمير. [1886 - فتح: 3 \ 620]
حدثنا سعيد بن أبي مريم ، أنا محمد بن جعفر : أخبرني حميد، سمع أنسا يقول: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا قدم من سفر، فأبصر درجات المدينة أوضع ناقته، وإن كانت دابة حركها. (قال أبو عبد الله) : زاد الحارث بن عمير، عن حميد: حركها من حبها.

حدثنا قتيبة، ثنا إسماعيل، عن حميد، عن أنس قال: جدرات. تابعه الحارث بن عمير.

هذا الحديث من أفراده، نعم في مسلم، عن أنس لما وصف قفوله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر "فانطلقنا حتى أتينا حيدر المدينة هششنا إليها فرفعنا مطينا، ورفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مطيته".

وزيادة الحارث أخرجها أبو نعيم الأصبهاني في "مستخرجه" من حديث ابن أبي شيبة: ثنا خالد بن مخلد ، ثنا الحارث بن عميرة ومحمد بن جعفر، عن محمد بن جعفر ، عن حميد، عن أنس، فذكره وأخرجها أيضا الترمذي عن علي بن حجر الإسماعيلي جعفر عن حميد [ ص: 264 ] عن أنس وقال: صحيح غريب. واعترض الإسماعيلي على الترجمة فقال: ليس بصحيح؛ إذ يقول: "أسرع بناقته" قلت: لا اعتراض عليه، فأسرع يتعدى بنفسه تارة، وبحرف الجر أخرى، كما نبه عليه صاحب "المحكم" "ودوحات" بالدال والواو والحاء المهملة، وفي رواية المستملي والنسفي والكافة: (درجات) بالدال والراء، قال صاحب "المطالع": يعني: المنازل، والأشبه "جدرات" والدوحات جمع دوحة: وهي الشجرة العظيمة المتسعة، والجمع: دوح، وأدواح جمع الجمع. وقال أبو حنيفة: الدوائح العظام، وكأنه جمع دائحة. وقال ابن سيده: وإن لم يتكلم به، والدوحة: المظلة العظيمة، والدوح بغير هاء: البيت الضخم الكبير من الشجر. وقال ابن الأنباري في "شرح المقامات": يقال: شجرة دوحة إذا كانت عظيمة كثيرة الورق والأغصان.

وقوله: "أوضع ناقته" سار بها سيرا سهلا سريعا، ذكره ابن فارس، وغيره يقول: أسرع.

وقوله: (من حبها) أي لأنها وطنه، وفيها أهله، وولده الذين هم أحب الناس إليه، وقد جبل الله النفوس على حب الأوطان، والحنين إليها.

وفيه: الأمر بسرعة الرجوع إلى الأهلين عند انقضاء مأربهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية