التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
1803 [ ص: 74 ] 7 - باب: أجود ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في رمضان

1902 - حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن سعد، أخبرنا ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل - عليه السلام - يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن، فإذا لقيه جبريل - عليه السلام - كان أجود بالخير من الريح المرسلة. [انظر: 6 - مسلم: 2308 - فتح: 4 \ 116]


ذكر فيه حديث ابن عباس قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل - عليه السلام - يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة .

هذا الحديث أخرجه مسلم أيضا .

و ( أجود ) الأول بالفتح. وقوله: ( وكان أجود )، كذلك وجوز ابن مالك رفعه أيضا.

وامتثل النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا قوله تعالى، وأمره بتقديم الصدقة بين يدي نجوى الرسول - صلى الله عليه وسلم -، الذي كان أمر به تعالى عباده ثم عفا عنهم لإشفاقهم من ذلك، فامتثل ذلك عند مناجاته جبريل، وقد سلف هذا المعنى.

وفيه: بركة مجالسة الصالحين، وأن فيها تذكيرا لفعل الخير وتنبيها على الازدياد من العمل الصالح، وكذلك أمر - صلى الله عليه وسلم - بمجالسة العلماء،

[ ص: 75 ] ولزوم حلق الذكر ، وشبه الجليس الصالح بالعطار إن لم يحذك من متاعه لم تعدم طيب ريحه .

ألا ترى قول لقمان لابنه: يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، فإن الله تعالى يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل السماء .

[ ص: 76 ] وقال مرة أخرى: فلعل أن تصيبهم رحمة فتنالك معهم. فهذه ثمرة مجالسة أهل الفضل ولقائهم.

وفيه: بركة أعمال الخير، وأن بعضها يفتح بعضا ويعين على بعض، ألا ترى أن بركة الصيام ولقاء جبريل - عليه السلام - وعرضه القرآن عليه زاد في جوده - صلى الله عليه وسلم - وصدقته، حتى كان أجود من الريح المرسلة.

ونزول جبريل - عليه السلام - في رمضان للتلاوة دليل عظيم لفضل تلاوة القرآن فيه، وهذا أصل تلاوة الناس القرآن في كل رمضان تأسيا به.

ومعنى مدارسته إياه فيه; لأنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن كما نطق به القرآن.

وفيه: أن المؤمن كلما ازداد عملا صالحا وفتح له باب من الخير، فإنه ينبغي له أن يطلب بابا آخر وتكون يمينه ممتدة في الخير إلى فوق عمله، ويكون خائفا وجلا غير معجب بعمله، طالبا للارتقاء في درجات الزيادة.

التالي السابق


الخدمات العلمية