التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
1865 1966 - حدثنا يحيى، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إياكم والوصال". مرتين قيل: إنك تواصل. قال: "إني أبيت يطعمني ربي ويسقين، فاكلفوا من العمل ما تطيقون". [انظر: 1965 - مسلم: 1103 - فتح: 4 \ 206]


ثم ساق حديث أبي هريرة نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الوصال في الصوم، فقال له رجل من المسلمين: إنك تواصل يا رسول الله. قال: "وأيكم مثلي؟ إني أبيت يطعمني ربي ويسقين". فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوما ثم يوما، ثم رأوا الهلال، فقال: "لو تأخر لزدتكم ". كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا.

وحديث أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إياكم والوصال". مرتين، قيل: إنك تواصل. قال: "إني أبيت يطعمني ربي ويسقين، فاكلفوا من العمل ما تطيقون ".

[ ص: 420 ] هذان الحديثان أخرجهما مسلم أيضا، وقال في الأول: كالمنكر لهم -بالراء - وكذا أخرجه البخاري في: الاعتصام ، والصحيح باللام، ولم يكرر مسلم : "إياكم والوصال"، ولما نهاهم الشارع عن الوصال فلم ينتهوا; بين لهم أنه مخصوص بالقوة وأن الله يطعمه ويسقيه.

فأرادوا حمل المشقة بالاستنان به والاقتداء فواصل بهم، كالمنكل لهم على تركهم ما أمروا به من الرخصة فبان أنه مباح له، والنكال: العقوبة فكأنه عاقبهم حين أبوا أن ينتهوا بعقوبة تنكل من ورائهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية