التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
1873 [ ص: 452 ] 54 - باب: حق الضيف في الصوم

1974 - حدثنا إسحاق، أخبرنا هارون بن إسماعيل، حدثنا علي، حدثنا يحيى قال: حدثني أبو سلمة قال: حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر الحديث يعني: " إن لزورك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا". فقلت: وما صوم داود؟ قال: "نصف الدهر". [انظر: 1131 - مسلم: 1159 - فتح: 4 \ 217]


حدثنا إسحاق، أنا هارون بن إسماعيل، ثنا علي، ثنا يحيى، حدثني أبو سلمة : حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص قال: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكر الحديث يعني: " إن لزورك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا". فقلت: وما صوم داود؟ قال: "نصف الدهر ".

إسحاق هذا قال الجياني : لم ينسبه أحد من شيوخنا ولا أبو نصر ، ورواه أبو نعيم في "مستخرجه" عن أبي أحمد، ثنا ابن شيرويه، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنا هارون، ثنا علي بن مبارك . وقد جاء في إكرام الضيف وبره أحاديث، وهو من صنع المرسلين، ألا ترى ما صنع إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - بضيفه حين جاءهم بعجل سمين، وصح: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه " ، ومن إكرامه أن يأكل معه ولا يوحشه بأن يأكل وحده، وهو معنى قوله: " وإن لضيفك عليك حقا " يريد أن تطعمه أفضل ما عندك وتأكل [ ص: 453 ] معه. ألا ترى أن أبا الدرداء كان صائما فزاره سلمان فلما قرب إليه الطعام قال: لا آكل حتى تأكل، فأفطر أبو الدرداء من أجله وأكل معه، ومن حقه أن يقوم بحقه، والزور: الضيف، والرجل يأتيه زائرا، الواحد والاثنان والثلاثة، والمذكر والمؤنث في ذلك بلفظ واحد، يقال: هذا رجل زور، ورجلان زور، وقوم زور فيؤخذ في كل موضع; لأنه يتصدر في موضع الأسماء، ومثل ذلك هم قوم صوم وفطر وعدل في أن المذكر والمؤنث بلفظ واحد، وقد سلف، ذلك في الصلاة وقيل: زور جمع زائر مثل تاجر وتجر.

وحقها هنا: يريد الوطء، فإذا سرد الصوم ووالى قيام الليل ضعف عن حقها، وفي لفظ: " إن لأهلك" بدل "زوجك "، والمراد بهم هنا: الأولاد والقرابة، ومن حقهم الرفق بهم والإنفاق عليهم وشبه ذلك. والزوج أفصح، وفي لغة زوجة.

التالي السابق


الخدمات العلمية