التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
1932 [ ص: 658 ] 11 - باب: اعتكاف المستحاضة

2037 - حدثنا قتيبة، حدثنا يزيد بن زريع، عن خالد، عن عكرمة، عن عائشة رضي الله عنها قالت اعتكفت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة من أزواجه مستحاضة، فكانت ترى الحمرة والصفرة، فربما وضعنا الطست تحتها وهى تصلي. [انظر: 309 - فتح: 4 \ 281]


ذكر فيه حديث عائشة : اعتكفت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة من أزواجه مستحاضة، فكانت ترى الحمرة والصفرة، فربما وضعنا الطست تحتها وهى تصلي .

هو ظاهر فيما ترجم له، وهو اعتكاف المستحاضة، وهو إجماع، وظاهره أنها دخلت بعد استحاضتها، واستنبط بعضهم كون النجاسة في المسجد للضرورة وهو ماش إن كانت الاستحاضة حدثت بعد.

قال الداودي : وضع الطست تحتها لا يمكن (إلا) في حال القيام وذكرت ذلك ليؤخذ به، والطست: مؤنثة، وسينه مهملة وتعجم أيضا.

وفيه: اعتكاف المرأة مع زوجها إذا كان لها موضع تستتر فيه .

واختلف العلماء في المعتكفة تحيض، فقال الزهري وربيعة ومالك والأوزاعي وأبو حنيفة، والشافعي : تخرج إلى دارها، فإذا رجعت بنت . وقال أبو قلابة : تضرب خباءها على باب المسجد إذا حاضت .

[ ص: 659 ] فائدة:

هذه المعتكفة سودة، وفي "الموطإ": أن زينب بنت جحش استحيضت وكانت تحت ابن عوف ، وهو وهم، إنما كانت تحت زيد بن حارثة ، والمستحاضة أختها حمنة، وأم حبيبة لا هي، نبه على ذلك المنذري، وذكر بعضهم أن بنات جحش الثلاث اسمهن زينب وأنهن استحضن كلهن، واستبعد. وقال ابن الجوزي : ما يعلم في زوجاته مستحاضة، وكأن عائشة أرادت بقولها: (من نسائه) أي: من النساء المتعلقات به بسبب صهارة وشبهها.

قلت: هذا مردود، فقد سلف في الطهارة أنها امرأة من أزواجه ،

[ ص: 660 ] وفي رواية أخرى أن بعض أمهات المؤمنين اعتكفت وهي مستحاضة .

فرع:

يكره في المسجد الفصد والحجامة في إناء، والأصح: أنه يحرم بول فيه في إناء لقبحه; ولهذا يجوز الفصد مستقبل القبلة بخلاف البول. قال ابن قدامة : الكل حرام. وعن ابن عقيل : يجوز الفصد في طست كالمستحاضة، وفرق بأن المستحاضة لا يمكنها التحرز إلا بترك الاعتكاف بخلاف الفصد .

التالي السابق


الخدمات العلمية