التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
1987 [ ص: 200 ] 31 - باب: ذكر النساج

2093 - حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن أبي حازم قال : سمعت سهل بن سعد رضي الله عنه قال : جاءت امرأة ببردة -قال : أتدرون ما البردة ؟ فقيل له : نعم ، هي الشملة ، منسوج في حاشيتها- قالت : يا رسول الله ، إني نسجت هذه بيدي أكسوكها . فأخذها النبي - صلى الله عليه وسلم - محتاجا إليها ، فخرج إلينا وإنها إزاره ، فقال رجل من القوم : يا رسول الله ، اكسنيها ، فقال : "نعم" . فجلس النبي - صلى الله عليه وسلم - في المجلس ، ثم رجع فطواها ، ثم أرسل بها إليه ، فقال له القوم : ما أحسنت ، سألتها إياه ، لقد علمت أنه لا يرد سائلا . فقال الرجل : والله ما سألته إلا لتكون كفني يوم أموت . قال سهل : فكانت كفنه . [انظر : 1277 - فتح: 4 \ 318]


ذكر فيه حديث سهل بن سعد في قصة البردة ، وسلف في الكفن من الجنائز فراجعه وفيه : جواز قبول الهدية من الضعيف إذا كان له مفضلة من التبرك وشبهه . والهبة لما يسأله الإنسان من ثوبه أو غيره . والأثرة على نفسه وإن كانت به حاجة إلى ذلك الشيء ، والتبرك بثوب الإمام والعالم ؟ رجاء النفع به في استشعاره كفنا وشبه ذلك ، وإعداد الكفن .

والبردة كالمئزر ، وربما كانت من صوف أو كتان ، وربما كانت أكبر من المئزر وقدر الرداء ، قاله الداودي . وظاهر إيراد الحديث أنها الشملة ، أنها الصوف ; لأن الشملة كساء يؤتزر به ، قاله ابن فارس .

وقوله : (منسوج في حاشيتها) : قال الجوهري : حاشية الثوب : أحد جوانب الثوب . وقال الهروي نحوه . وقال القزاز : حاشيتاه ناحيتاه [ ص: 201 ] اللاتي في طرفها الهدب .

وقوله : (وأخذها محتاجا إليها ، ولما طلبها بعث بها إليه) ; لأنه - عليه السلام - كان إذا أتاه شيء صرفه للمسلمين .

وقوله : (إنها إزاره) : يقول : ليأتزر بها .

وقوله : (ثم رجع فطواها) : يعني : رجع بعد قيامه من مجلسه .

وقوله : (لا يرد سائلا) أي : فيما يجد وفيما ينبغي أن يجاب سائله .

وقوله : (لتكون كفني) : رجاء بركتها لما صارت شعاره ولصقت بجسده .

وكذلك قال : أشعرنها إياه يعني : حقوه . وسأله عبد الله بن أبي في قميصه الذي يلي جسده ليكفن والده فيه فأجاب .

التالي السابق


الخدمات العلمية