التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
2023 2130 - حدثني عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " اللهم بارك لهم في مكيالهم ، وبارك لهم في صاعهم ومدهم" . يعني : أهل المدينة . [6714 ، 7331 - مسلم: 1368 - فتح: 4 \ 347]


وذكر حديث عبد الله بن زيد : "أن إبراهيم حرم مكة . . . " الحديث .

وحديث أنس : "اللهم بارك لهم في مكيالهم ، وبارك لهم في صاعهم ومدهم" . يعني : أهل المدينة .

[ ص: 309 ] ويأتي في الاعتصام أيضا ، وكفارة الأيمان ، وأخرجه مسلم والنسائي في المناسك فيه الدعاء بالبركة ، فيما ذكر وهو علم من أعلام نبوته ، فما أكثر بركته ، وكم يؤكل منه ويدخر وينقل إلى سائر بلاد الله . والمراد بالبركة في المد والصاع : ما يكال بهما ، وأضمر ذلك لفهم السامع ، وهذا من باب تسمية الشيء بما قرب منه ، وكان مد أهل المدينة صغيرا ; لقلة الطعام عندهم فدعا لهم بالبركة في طعامهم ، ويستحب أن يتخذ ذلك المكيال رجاء لبركة دعوته والاستنان بأهل البلد الذي دعا لهم .

وقد أسلفنا الكلام في حرم المدينة آخر الحج ، والخلاف في الجزاء في قتل صيدها .

وفي الحديث : المكيال مكيال أهل المدينة ، والميزان ميزان أهل (مكة) ، وهو أصل لكل مكيل وموزون ، وإنما يأتم الناس فيهما ، ثم ألا ترى أن التمر يكال في المدينة ويوزن في كثير غيرها ، والسمن عندهم موزون ويكال في كثير غيرها .

التالي السابق


الخدمات العلمية