التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
182 [ ص: 293 ] 37 - باب: من لم يتوضأ إلا من الغشي المثقل

184 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن هشام بن عروة، عن امرأته فاطمة، عن جدتها أسماء بنت أبي بكر، أنها قالت: أتيت عائشة -زوج النبي صلى الله عليه وسلم- حين خسفت الشمس، فإذا الناس قيام يصلون، وإذا هي قائمة تصلي، فقلت: ما للناس؟ فأشارت بيدها نحو السماء وقالت: سبحان الله! فقلت: آية؟ فأشارت: أي نعم. فقمت حتى تجلاني الغشي، وجعلت أصب فوق رأسي ماء، فلما انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "ما من شيء كنت لم أره إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار، ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل -أو- قريب من فتنة الدجال- لا أدري أي ذلك قالت أسماء- يؤتى أحدكم فيقال: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن- أو الموقن. لا أدري أي ذلك قالت أسماء- فيقول: هو محمد رسول الله، جاءنا بالبينات والهدى، فأجبنا وآمنا واتبعنا. فيقال: نم صالحا، فقد علمنا إن كنت لمؤمنا. وأما المنافق -أو المرتاب. لا أدري أي ذلك قالت أسماء- فيقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئا فقلته". [انظر: 86 - مسلم: 905 - فتح: 1 \ 288]


حدثنا إسماعيل، حدثني مالك، عن هشام بن عروة، عن امرأته فاطمة، عن جدتها أسماء بنت أبي بكر، أنها قالت: أتيت عائشة - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - حين خسفت الشمس.. الحديث.

وقد سلف في العلم في باب: من أجاب الفتيا بالإشارة مطولا، وبينا هناك المواضع التي أخرجه البخاري فيها، ومنها الكسوف وغيره كما سيأتي.

[ ص: 294 ] وقولها: (وجعلت أصب فوق رأسي ماء) إنما فعلت ذلك ليزول الغشي، ولا ينقض - أعني: الغشي الخفيف- وضوءها، ولو كان كثيرا لنقض، وهذا موضع الترجمة; لأن قوله: المثقل حتى يخرج هذا; لأنه يصير والحالة هذه كالإغماء، وهو ناقض بالإجماع.

والغشي: مرض يعرض من طول التعب والوقوف، يقال منه: غشي عليه وهو ضرب من الإغماء، إلا أنه أخف منه. وقال صاحب "العين": غشي عليه: ذهب عقله، وفي القرآن: كالذي يغشى عليه من الموت [الأحزاب: 19]، وقال تعالى: فأغشيناهم فهم لا يبصرون [يس: 9].

التالي السابق


الخدمات العلمية