التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
2123 2238 - حدثنا حجاج بن منهال ، حدثنا شعبة قال : أخبرني عون بن أبي جحيفة قال : رأيت أبي اشترى حجاما ، [فامر بمحاجمه فكسرت] ، فسألته عن ذلك . قال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ثمن الدم ، وثمن الكلب ، وكسب الأمة ، ولعن الواشمة والمستوشمة ، وآكل الربا ، وموكله ، ولعن المصور . [انظر : 2086 - فتح: 4 \ 426]


ذكر فيه حديث أبي مسعود الأنصاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ثمن الكلب ، ومهر البغي ، وحلوان الكاهن .

وحديث أبي جحيفة : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ثمن الدم ، وثمن الكلب ، وكسب الأمة ، ولعن الواشمة المتوشمة ، وآكل الربا وموكله ، ولعن المصور .

وهذا الحديث سبق في باب : موكل الربا . .

وحديث أبي مسعود أخرجه مسلم أيضا ، وللبخاري وحده عن أبي هريرة : نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كسب الإماء ، خرجه في كتاب الإجارة وفي غيره كما ستعلمه .

وفي أفراد مسلم من حديث رافع بن خديج مرفوعا : "شر الكسب مهر [ ص: 617 ] البغي ، وثمن الكلب ، وكسب الحجام" وفي رواية له : "ثمن الكلب خبيث ، وكسب الحجام خبيث" وفي أفراده من حديث أبي الزبير : سألت جابر بن عبد الله عن ثمن الكلب والسنور ، فقال : زجر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك ، وما في حديث أبي جحيفة (عن ثمن الدم) أي : أجرة الحجامة ، فهو مكروه ; تنزها عن رذائل المكاسب ، وكسب الإماء والربا محرمان بالكتاب ، وموكله بالسنة ، ففيه الجمع بين المختلفات .

والمراد عند مالك : الكلب الذي نهي عن اقتنائه ، وينقص من أجره كل يوم قيراطان ، كما سلف واضحا .

"وحلوان الكاهن" : هو أجرته ، والحلوان : العطاء ، ووجه النهي عنه أنه من أكل المال بالباطل . يقال : حلوته كذا ، أحلوه حلوا وحلوانا ، وقال بعضهم : أصله من الحلاوة ، تشبه بالشيء الحلو ، يقال : حلوت فلانا : إذا أطعمته الحلوى ، كما تقول : عسلته وتمرته .

"ومهر البغي" يأتي الكلام عليه في الإجارة ، والمراد : ما كانوا في الجاهلية يفعلونه من إكراه فتياتهم على البغاء ، فكان ما يؤخذ على ذلك مهرا لها . قال ابن التين : وضبط (البغي) بكسر الغين وتشديد الياء ، ثم نقل عن أبي الحسن أنه قال : الذي نقرؤه بإسكان الغين ، والذي ذكره أهل اللغة أنه بكسر الغين وتشديد الياء : الفاجرة (والأمة) .

وقوله : (وكسب الأمة) : هو مهر البغي أيضا .

التالي السابق


الخدمات العلمية