التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
197 200 - حدثنا مسدد قال: حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا بإناء من ماء، فأتي بقدح رحراح فيه شيء من ماء، فوضع أصابعه فيه. قال أنس: فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه. قال أنس: فحزرت من توضأ ما بين السبعين إلى الثمانين. [انظر: 169 - مسلم: 2279 - فتح: 1 \ 304]


حدثنا خالد بن مخلد، ثنا سليمان، حدثني عمرو بن يحيى، عن أبيه قال: كان عمي يكثر من الوضوء، قال لعبد الله بن زيد: أخبرني كيف رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ؟.. الحديث.

وقد سلف في موضعه، وعمه هو عمرو بن أبي حسن. وفي هذا الحديث أنه تمضمض واستنثر ثلاث مرات من غرفة واحدة.

وقوله: (فأدبر بيديه وأقبل)، احتج به الحسن بن حي على البداءة بمؤخر الرأس، وعنها أجوبة:

أحدها: أن الواو لا تدل على الترتيب.

[ ص: 344 ] ثانيها: أن الإقبال من جهة الشعر من جهة القفا والإدبار إليه.

ثالثها: أن المراد إقبال الفعل لا غير، وقد أوضحت ذلك مع زيادة عليه في "شرح العمدة".

ثم قال البخاري رحمه الله: حدثنا مسدد، ثنا حماد، عن ثابت، عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا بإناء من ماء، فأتي بقدح رحراح فيه شيء من ماء، فوضع أصابعه فيه. قال أنس: فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه. قال أنس: فحزرت من توضأ ما بين السبعين إلى الثمانين.

وهذا الحديث أخرجه مسلم أيضا، والرحراح -بفتح الراء وإسكان الحاء المهملة-: القصير الجدار القريب القعر. وفي رواية: بقدح واسع الفم، وقال ابن قتيبة: يقال: إناء رحراح ورحرح؛ إذا كان واسعا. قال الحربي: ومنه الرحرح في حافر الفرس، وهو أن يتسع حافره ويقل عمقه. قال الأصمعي: ويكره في الخيل.

وقوله: (شيء من ماء) يعني: شيئا قليلا. و(ينبع) باؤه مثلثة.

التالي السابق


الخدمات العلمية