التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
2275 2406 - وغزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - على ناضح لنا، فأزحف الجمل، فتخلف علي، فوكزه النبي - صلى الله عليه وسلم - من خلفه، قال: "بعنيه ولك ظهره إلى المدينة". فلما دنونا استأذنت قلت: يا رسول الله إني حديث عهد بعرس. قال - صلى الله عليه وسلم -: "فما تزوجت بكرا أم ثيبا؟ ". قلت: ثيبا، أصيب عبد الله وترك جواري صغارا، فتزوجت ثيبا تعلمهن وتؤدبهن، ثم قال: "ائت أهلك". فقدمت فأخبرت خالي ببيع الجمل فلامني، فأخبرته بإعياء الجمل، وبالذي كان من النبي - صلى الله عليه وسلم - ووكزه إياه، فلما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - غدوت إليه بالجمل، فأعطاني ثمن الجمل والجمل وسهمي مع القوم. [انظر: 443 - مسلم: 715 - فتح: 5 \ 67]


ذكر حديث جابر في قضاء دين والده . وقد سلف، وموضع الشاهد منه: (فاستشفعت به عليهم فأبوا).

وقوله: ("عذق ابن زيد"): نوع من التمر وهو بفتح العين وبكسرها، حكاهما ابن التين عن النسخ، وهو بالفتح: النخلة، [ ص: 452 ] وبالكسر: الكباسة كما سلف. وبخط الدمياطي المعروف: عذق زيد.

وقوله: ("واللين على حدة") اللين: جمع لينة وهي: النخلة، قاله ابن عباس، والنخل كله ما خلا البرني و ("العجوة") يسميها أهل المدينة الألوان، وهي أجود التمر، وأصل لينة: لونة فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، ذكره ابن فارس، وقيل: اللين: الدقل.

و (الناضح): الذي يسقى عليه النخل. (فأزحف) أي: أعيا وكل، يقال: أزحفه السير فزحف وهو أن يجر فرسنه من الإعياء. قال ابن التين : وصوابه: فزحف ثلاثي، قال: إلا أنه ضبط بضم الهمزة وكسر الحاء في أكثر النسخ وفي بعضها بفتحهما والأول أبين.

وقوله: (وبقي التمر كما هو لم يمس منه شيء) ، كذا هنا. وفي رواية أخرى: بقي منه بقية، وفي أخرى: بقي منه أوسق. قال ابن التين : وكله من رواة الحديث، وفي رواية أخرى: بقي منه سبعة عشر وسقا، وفي رواية: كان الدين لواحد، وفي أخرى: شفع إليهم فأبوا، فدل أنهم جماعة.

وقوله: (فوكزه) أي: ضربه بالعصا من خلفه ليسرع في مشيه، كذا هو بالواو. [ ص: 453 ]

وذكره ابن التين بالراء بدل الواو، وقال: يقال: ركزت الرمح ركزا أي: ضربه بالرمح من خلفه، ثم قال: ورواه الخطابي بالواو فوكزه وهو: الضرب بالعصا ويكون بجمع الكف، كقوله تعالى: فوكزه موسى [القصص: 15] وقال غيره: (الوكز): الدفع، وكذا عند أبي ذر .

قال الخطابي : وفيه: الشفاعة في وضع الشطر، والذي في الحديث بعضا من دينه.

التالي السابق


الخدمات العلمية