التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
2325 [ ص: 614 ] 15 - باب: قول الله تعالى: وهو ألد الخصام [البقرة: 204]

2457 - حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم". [4523، 7188 - مسلم: 2668 - فتح: 5 \ 106]


ذكر فيه حديث عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم ".

الشرح:

أسلفنا فيما مضى أن هذه الآية نزلت في الأخنس بن شريق، وقال ابن عباس فيما حكاه ابن أبي حاتم في "تفسيره": لما أصيب أصحاب الرجيع: قال المنافقون: يا ويح هؤلاء لا هم قعدوا في أهليهم ولا هم أدوا رسالة صاحبهم، فنزلت.

وهذا الحديث أدخله العلماء في تفسير هذه الآية.

قال أهل اللغة: والألد: هو العسر الخصومة، الشديد الحرب مشتق من اللدتين وهما صفحتا العنق، أي: في جانب أخذ من الخصومة غلب. وقيل: هو من لديدي الوادي، أي: جانباه، فصاحب الصفة يأخذ في جانب ويدع الاستقامة.

وقيل: معناه إذا منع من جانب جاء من آخر، يزيد في الحجة، يقال: لددته ألده: إذا جادلته فغلبته. [ ص: 615 ]

وقال ابن سيده : لددت لدا: صرت ألد. ولددته ألده: إذا خصمته، وقوله تعالى: قوما لدا [مريم: 97] قيل: معناه: خصماء، عوج عن الحق. وقيل: صم عنه.

وفي "الجامع": اللدد: مصدر الألد، ورجل ألد: إذا اشتد في الخصومة، والأنثى: لداء، وقد ذمه الله تعالى لمدافعته عن الحق ما يعلمه ويشهد به نفسه.

قال تعالى: ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام [البقرة: 204].

وقد ترجم بهذه الترجمة في كتاب: الأحكام. وفي "تفسير ابن أبي حاتم " عن ابن عباس : ألد الخصام. أي: ذو (ضلال) إذا كلمك وراجعك. وعن الحسن : كاذب القول. وعن مجاهد : ظالم لا يستقيم.

وعن قتادة : شديد القسوة في معصية الله جدل بالباطل.

والخصم: المولع بالخصومة الماهر فيها.

قال الزجاج : الخصام: جمع خصم. وقيل: هو مصدر خاصمته.

التالي السابق


الخدمات العلمية