التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
2547 [ ص: 23 ] 3 - باب: قول الإمام لأصحابه : اذهبوا بنا نصلح

2693 - حدثنا محمد بن عبد الله ، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي ، وإسحاق بن محمد الفروي قالا : حدثنا محمد بن جعفر ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة ، فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك فقال : " اذهبوا بنا نصلح بينهم" . [انظر : 684 - فتح: 5 \ 300]


ذكر فيه حديث سهل بن سعد أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة ، فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك ، فقال : "اذهبوا بنا نصلح بينهم" .

الشرح :

يشبه كما قال ابن بطال : أن يكون في هذه القصة نزلت : وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا [الحجرات : 9] لا في قصة عبد الله بن أبي كما سلف .

روي عن الحسن أن قوما من المسلمين كان بينهم تنازع حتى اضطربوا بالجريد والنعال والأيدي ، فأنزل الله فيهم الآية .

قال قتادة : كان بينهما حق فتنازعا فيه فقال أحدهما : لآخذنه عنوة .

وقال الآخر : بيني وبينك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . فتنازعا حتى كان بينهما ضرب بالأيدي والنعال . وقال قتادة في تأويل هذه الآية : قال الأوس والخزرج اقتتلوا بالعصي بينهم ، وقد سلف كل ذلك واضحا .

[ ص: 24 ] وفيه : خروج الإمام مع أصحابه للإصلاح بين الناس عند تفاقم أمورهم وشدة تنازعهم ، وقد سلف أيضا .

وفيه : ما كان عليه - عليه السلام - من التواضع والخضوع والحرص على قطع الخلاف وحسم دواعي الفرقة عن أمته كما وصفه الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية