التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
2616 [ ص: 271 ] 25 - باب: استخدام اليتيم في السفر والحضر ، إذا كان صلاحا له ، ونظر الأم وزوجها لليتيم

2768 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير ، حدثنا ابن علية ، حدثنا عبد العزيز ، عن أنس رضي الله عنه قال قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ليس له خادم ، فأخذ أبو طلحة بيدي ، فانطلق بي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، إن أنسا غلام كيس ، فليخدمك . قال : فخدمته في السفر والحضر ، ما قال لي لشيء صنعته : لم صنعت هذا هكذا ؟ ولا لشيء لم أصنعه : لم لم تصنع هذا هكذا ؟ [6038 ، 6911 - مسلم: 3309 - فتح: 5 \ 395]


ذكر فيه حديث أنس قال : قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة ليس له خادم ، فأخذ أبو طلحة بيدي ، فانطلق إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، إن أنسا غلام كيس ، فليخدمك . قال : فخدمته في السفر والحضر ، ما قال لشيء صنعته : لم صنعت هذا هكذا ؟ ولا لشيء لم أصنعه : لم لم تصنع هذا هكذا ؟

الشرح :

فيه : نظر الرجل لربيبه إذا كان عنده .

قال ابن التين : وأكثر أصحاب مالك على أن الأم وغيرها لهم ولاية التصرف في مصالح من في كفالتهم ويعقدون له وعليه ، وإن لم يكونوا أوصياء ويكون حكمهم حكم الأوصياء . وقيل : حتى يكون بينه وبين الطفل قرابة . وقال ابن القاسم : لا يفعل ذلك إلا أن يكون وصيا . ووافقهم ابن القاسم في اللقيط . وقول : أنس كيس هو ضد الأحمق .

وفيه : السفر باليتيم إذا كان ذلك من الصلاح .

[ ص: 272 ] وفيه : الثناء على المرء بحضرته إذا أومن عليه الفتنة . قال أنس : خدمته وأنا ابن عشر ، وتوفي وأنا ابن عشرين . وتوفي أنس سنة ثلاث وتسعين أو اثنتين ، وقد زاد على المائة ، وهو آخر من مات بالبصرة من الصحابة ، وكان في كبره ضعف عن الصوم في رمضان ، وكان يفطر ويطعم .

قال المهلب : وفيه : جواز استخدام اليتيم الحر الصغير الذي لا يحوز أمره .

وفيه : أن خدمة العالم والإمام واجبة على المسلمين ، وأن ذلك شرف لمن خدمهم لما يرجى من بركة ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية