التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
2646 [ ص: 368 ] 8 - باب: فضل من يصرع في سبيل الله فمات فهو منهم وقول الله تعالى : ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله [النساء : 100] وقع : وجب .

2799 ، 2800 - حدثنا عبد الله بن يوسف قال : حدثني الليث ، حدثنا يحيى ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن أنس بن مالك ، عن خالته أم حرام بنت ملحان قالت : نام النبي - صلى الله عليه وسلم - يوما قريبا مني ، ثم استيقظ يتبسم . فقلت : ما أضحكك ؟ قال : " أناس من أمتي عرضوا علي يركبون هذا البحر الأخضر ، كالملوك على الأسرة " . قالت : فادع الله أن يجعلني منهم . فدعا لها ، ثم نام الثانية ، ففعل مثلها ، فقالت مثل قولها ، فأجابها مثلها ، فقالت : ادع الله أن يجعلني منهم . فقال : "أنت من الأولين " . فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازيا أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية ، فلما انصرفوا من غزوهم قافلين فنزلوا الشأم ، فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت . [انظر : 2788 ، 2789 - مسلم: 1912 - فتح: 6 \ 18]


ثم ساق حديث أنس في قصة أم حرام السالف (مرتبا ) ، وفي آخره : فلما انصرفوا من غزوهم قافلين فنزلوا الشأم ، فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها ، فماتت ومصداق هذا الحديث في الآية الأولى فنزلت على ما دل عليه الحديث : أن من مات في سبيل الله فهو شهيد ، وقد أسلفنا هناك حديث عقبة بن عامر فيه وأنه شهيد .

[ ص: 369 ] وفي حديث أنس أن حكم المنصرف من سبيل الله في الأجر مثل حكم المتوجه إليه في خطاه ، وتقلبه وحركاته وأن له ثواب المجاهد في كل ما ينويه ويشق عليه ويتكلفه من نفقة ، وغيرها حتى ينصرف إلى بيته .

وقوله : ( وقع : وجب ) مثل : وإذا وقع القول عليهم أي : وجب ، والآية ، قال سعيد بن جبير : نزلت في ضمرة رجل من خزاعة كان مصابا ببصره ; فقال : أخرجوني ، فلما صاروا به إلى التنعيم مات فنزلت ، قال الأزهري : وأصل المهاجرة عند العرب خروج البدوي من البادية إلى المدن .

وقوله : (فلما انصرفوا قافلين ) أي : راجعين من غزوهم ، وأتى به البخاري هنا ; لما ذكر أنها صرعت فكان لها بذلك كأجر من استشهد .

التالي السابق


الخدمات العلمية