التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
2669 [ ص: 434 ] 26 - باب: من حدث بمشاهده في الحرب

قاله أبو عثمان ، عن سعد .

2824 - حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا حاتم ، عن محمد بن يوسف ، عن السائب بن يزيد قال : صحبت طلحة بن عبيد الله وسعدا والمقداد بن الأسود وعبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنهم - فما سمعت أحدا منهم يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، إلا أني سمعت طلحة يحدث عن يوم أحد . [4062 - فتح: 6 \ 36]


ثم ساق حديث السائب بن يزيد قال : صحبت طلحة بن عبيد الله وسعدا والمقداد بن الأسود وعبد الرحمن بن عوف ، فما سمعت أحدا منهم يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، إلا أني سمعت طلحة يحدث عن يوم أحد .

الشرح :

قوله : (قاله أبو عثمان عن سعد ") يعني : معلقا وقد ذكره مسندا في "صحيحه " عن محمد بن أبي بكر وحامد بن عمر ومحمد بن عبد الأعلى ، عن معتمر ، عن أبيه عن أبي عثمان ، وإنما لم يحدث هؤلاء عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -والله أعلم - خشية الزيادة والنقصان ; لئلا يدخلوا في معنى قوله : "من تقول علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار " ، فاحتاطوا على أنفسهم أخذا بقول عمر : أقلوا الحديث عن رسول الله

[ ص: 435 ] - صلى الله عليه وسلم - ، وأنا شريككم ، وقد سلف ذلك في كتاب العلم واضحا ، وإنما حدث طلحة عن مشاهده يوم أحد .

ففيه : أن للرجل أن يحدث عما تقدم له من (العناء ) في إظهار الإسلام وإعلاء كلمته ، وما يعد فيه من أعمال البر والموجبات غير النوافل ; لأنه كان عليهم نصره - صلى الله عليه وسلم - ، وبذل أنفسهم دونه فرضا ليتأسى بذلك المتأسي ، ولا يدخل ذلك في باب الرياء ; لأن إظهار الفرائض أفضل من سترها ليشاد منار الإسلام ، ولتظهر أعلامه ، وكان طلحة من أهل النجدة وثبات القدم في الحرب ، ذكر البخاري عن قيس في المغازي قال : رأيت يد طلحة شلاء وقى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد ، وعن أبي عثمان أنه لم يبق مع رسول الله (تلك الأيام ) غير طلحة وسعد ، فلهذا حدث طلحة عن مشاهده يوم أحد ليقتدى به ويرغب الناس في مثل فعله .

التالي السابق


الخدمات العلمية