التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
2673 [ ص: 450 ] 29 - باب: من اختار الغزو على الصوم

2828 - حدثنا آدم ، حدثنا شعبة ، حدثنا ثابت البناني قال : سمعت أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - من أجل الغزو ، فلما قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - لم أره مفطرا إلا يوم فطر أو أضحى . [فتح: 6 \ 41]


ذكر فيه حديث ثابت البناني قال : سمعت أنس بن مالك قال : كان أبو طلحة لا يصوم على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - من أجل الغزو ، فلما قبض النبي - صلى الله عليه وسلم - لم أره مفطرا إلا يوم فطر أو أضحى .

هذا الحديث من أفراده ، وكأن أبا طلحة اعتمد على قوله - صلى الله عليه وسلم - : "تقووا لعدوكم بالإفطار " ، وكان فارسه ، و (من ) له الغناء في الحرب ، فلذلك كان يفطر ليتقوى على العدو ، وأيضا فالمجاهد يكتب له أجر الصائم القائم ، وقد مثله - صلى الله عليه وسلم - بالصائم الذي لا يفطر والقائم الذي لا يفتر ، فدل هذا كله على فضل الجهاد على سائر أعمال التطوع فلما مات - صلى الله عليه وسلم - وكثر الإسلام واشتدت وطأة أهله على عدوهم ، ورأى أنه في سعة عما كان عليه من الجهاد ، رأى أن يأخذ بحظه من الصوم ليجتمع له هاتان الطاعتان العظيمتان وليدخل يوم القيامة من باب الريان ، قال ابن التين : وامتناع أبي طلحة أن يصوم من أجل الغزو صحيح ، وذلك لمن خاف أن يضعف عن الجهاد

[ ص: 451 ] فيقوى مما لا يضر به ذلك يجتمع له طاعتان ، قال : وقوله : (لم أره مفطرا إلا يوم فطر أو أضحى ) لعله يرى صيام المعدودات والفقهاء على خلافه .

وفيه : جواز صيام الدهر ، وقد سلف في بابه .

التالي السابق


الخدمات العلمية