التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
2682 2837 - حدثنا حفص بن عمر ، حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن البراء - رضي الله عنه - قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب ينقل التراب - وقد وارى التراب بياض بطنه -وهو يقول :


لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا     فأنزل السكينة علينا
وثبت الأقدام إن لاقينا     إن الألى قد بغوا علينا
إذا أرادوا فتنة أبينا



[انظر : 2836 - مسلم: 1803 - فتح: 6 \ 46]


ذكر فيه أحاديث :

أحدها : حديث أنس قال : جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة ، وينقلون التراب على متونهم ويقولون :


نحن الذين بايعوا محمدا على الإسلام ما بقينا أبدا



[ ص: 469 ] والنبي - صلى الله عليه وسلم - يجيبهم :


اللهم لا خير إلا خير الآخره     فبارك في الأنصار والمهاجره



ثانيها : حديث البراء قال : فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - ينقل ويقول : "لولا أنت ما اهتدينا " .

ثالثها : حديث البراء أيضا : رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب ينقل التراب -وقد وارى التراب بياض بطنه - وهو يقول :


لولا أنت ما اهتدينا     ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا     وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا     إذا أرادوا فتنة أبينا



الشرح :

حديث أنس يأتي في الخندق مطولا ، وأخرجه مسلم من طرق وكذا حديث البراء .

والمتون : جمع متن ، وهو مكتنف (الصلب ) من العصب واللحم ، وقولهم : (نحن الذين بايعوا محمدا على الإسلام ) هو غير موزون وإنما هو على الجهاد .

وقوله : ("ولولا أنت ما اهتدينا " ) كذا هو روي وهي : "تالله لولا أنت ما اهتدينا " .

وقوله : ("إن الألى . . " ) إلى آخره ; ليس يتزن هكذا روي كما روي ،

وإنما هو : (أن الألى هم قد بغوا علينا ) ; لأن وزنه مستفعل ، مستفعل ، فعول .

[ ص: 470 ] قال الداودي : وفي رواية : "إن الأعادي بغوا علينا " وهو لا يتزن إلا بزيادة هم أو قد ، ذكره كله ابن التين .

وفيه : كما قال المهلب : امتهان الإمام نفسه في التحصين على المسلمين وما يتأسى به الناس ويقتدون به فيه شرف له وتحريض وتنشيط ، وإثارة النية والعزم على العمل في الطاعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية