التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
2712 [ ص: 549 ] 55 - باب: الفرس القطوف

2867 - حدثنا عبد الأعلى بن حماد ، حدثنا يزيد بن زريع ، حدثنا سعيد ، عن قتادة عن أنس بن مالك -رضي الله عنه أن أهل المدينة فزعوا مرة ، فركب النبي - صلى الله عليه وسلم - فرسا لأبي طلحة كان يقطف -أو كان فيه قطاف - فلما رجع قال : " وجدنا فرسكم هذا بحرا " . فكان بعد ذلك لا يجارى . [انظر : 2627 - مسلم: 2307 - فتح: 6 \ 70]


وساق فيه حديث أنس أيضا أن أهل المدينة فزعوا مرة ، فركب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرسا لأبي طلحة كان يقطف -أو كان فيه قطاف - فلما رجع قال : "وجدنا فرسكم هذا بحرا " . فكان بعد ذلك لا يجارى . وقد سلف .

وركوبه الفرس عريا من باب التواضع .

وفيه : رياضة وتدريب للفروسية ، ولا يفعله إلا من أحكم الركوب .

وفيه : أنه يجب على الفارس أن يتعهد صنعته ، ويروض طباعه عليها لئلا يثقل إذا احتاج إلى نفسه عند الشدائد .

وفيه : تعليق السيف في العنق .

ومعنى (يقطف ) : يقارب الخطو في سرعته ، ودابة قطوف : بينة القطاف ، وهو ضد الوساع ، يقال : قطفت الدابة : أبطأت السير مع تقارب الخطو فهي قطوف .

وفيه : أن الإمام لا بأس أن يركب دون الدواب ليروضها ويؤدبها حتى تمرن على تأديبه ، وذلك من التواضع .

وفيه : بركة الشارع ; لأن ركوب الفرس أزال عنه اسم البطء والقطاف وسار لا يجارى بعد ذلك أي : لا يسابق لشدة سرعته ، فهذه من علامات نبوته .

التالي السابق


الخدمات العلمية