التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
2728 [ ص: 580 ] 69 - باب: نزع السهم من البدن

2884 - حدثنا محمد بن العلاء ، حدثنا أبو أسامة ، عن بريد بن عبد الله ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال : رمي أبو عامر في ركبته ، فانتهيت إليه ، قال : انزع هذا السهم . فنزعته ، فنزا منه الماء ، فدخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته ، فقال : " اللهم اغفر لعبيد أبي عامر " . [4323 ، 6383 - مسلم: 2498 - فتح: 6 \ 80]


ذكر فيه حديث أبي موسى - رضي الله عنه - قال : رمي أبو عامر في ركبته ، فانتهيت إليه ، فقال : انزع هذا السهم . فنزعته ، فنزا منه الماء ، فدخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته ، فقال : "اللهم اغفر لعبيد أبي عامر " .

هذا الحديث أخرجه مسلم أيضا وفي لفظ : فلما جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسألته أن يستغفر له ، فدعا بماء فتوضأ ، ثم رفع يديه فقال : "اللهم اغفر لأبي عامر عبدك " حتى رأيت بياض إبطيه ، ثم قال : "اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك - أو من الناس " .

ومعنى (نزا ) -بالزاي - ظهر وارتفع وجرى ولم ينقطع ، قاله أبو موسى . وعبارة ابن التين : النزو الوثبان ، معناه : خرج الماء . وقال صاحب "العين " : نزا ينزو نزوا ونزوانا وتنزى : إذا وثب . وقال أبو زيد : النزا والنقاز داء يأخذ النساء فتنزو منه وتنقز حتى تموت .

وفيه : كما قال المهلب : جواز نزع السهام من البدن ، وإن خشي بنزعها الموت ، وكذلك البط والكي وما شاكله ، يجوز للمرء أن يفعله رجاء الانتفاع بذلك ، وإن كان في غبتها خشية الموت ، وليس من يصنع ذلك بملق نفسه للتهلكة ; لأنه بين الخوف والرجاء ، وإنما دعا له - صلى الله عليه وسلم - ; لأنه علم أنه ميت من ذلك السهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية