التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
2734 [ ص: 593 ] 72 - باب: فضل من حمل متاع صاحبه في السفر

2891 - حدثني إسحاق بن نصر ، حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن همام ، عن أبي هريرة -رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " كل سلامى عليه صدقة كل يوم ، يعين الرجل في دابته يحامله عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة ، وكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة ، ودل الطريق صدقة" . [انظر : 2707 - مسلم: 1009 - فتح: 6 \ 85]


ذكر فيه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "كل سلامى عليه صدقة كل يوم ، يعين الرجل في دابته يحامله عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة ، وكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة ، ودل الطريق صدقة " .

الشرح :

يريد بالسلامى كل عظم في البدن ، وقال الداودي : هي المفاصل قال : وأكثر ما يقال ذلك في صغارها ، كعظام الكفين والقدمين ، وأصل السلامى عظم فرسن البعير .

وعبارة صاحب "العين " : السلامى : عظام الأصابع والأكارع .

قلت : وهي ثلاثمائة وستون مفصلا كما ثبت في "صحيح مسلم " : "فمن كبر الله وحمده وهلله في يوم عددها أمسى وقد زحزح نفسه عن النار " ، كما أخرجه عبد الرزاق ، عن معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن رجل ذكره عن عائشة مرفوعا به .

[ ص: 594 ] و ("يحامله عليها " ) يعينه في الحمل فيحملا بينهما .

و ("ويرفع " ) معناه يحمل ويرفعه ، ومنه الحديث أنه - صلى الله عليه وسلم - مر بقوم (يربعون ) حجرا ; فقالوا : هذا حجر الأشد . أي : يرفعون حجرا يتداولون حمله بينهم يمتحنون به الشدة والقوة . كذا قاله الخطابي ، والذي في الأصول ما أوردناه : "أو يرفع له عليها متاعه " .

و (الخطوة ) قال ابن فارس : خطوت أخطو خطوة أي : مرة ، والخطوة ما بين الرجلين . وقال في "أدب الكاتب " : خطوت خطوة وخطوة ، وسلف . قال ابن التين : وضبطه (في ) البخاري بالضم .

وقوله : (ودل الطريق ) أي : الدلالة عليه ، وهذا الحديث فيه الحض والندب على الصدقة كما أمر الله تعالى المؤمنين بالتعاون والتناصر في قوله : وتعاونوا على البر والتقوى [المائدة : 2] وقال - عليه أفضل الصلاة والسلام - : "المؤمن للمؤمن كالبنيان ، يشد بعضه بعضا " ، "والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه " ; فهذه كلها وما شاكلها من حقوق المسلمين بعضهم على بعض مندوب إليها .

[ ص: 595 ] والمراد بهذا الحديث أن الحامل في السفر لمتاع غيره إنما معناه أن الدابة للمعان فيؤجر الرجل على عونه لصاحبها في ركوبها ، أو في رفع متاعه عليها ، وقد جاء هذا الحديث بينا بهذا المعنى بعد هذا ، وترجم له باب من أخذ بالركاب ونحوه ، وذكر فيه حديث الباب وقال هنا : "فيعين الرجل على دابته فيحمل عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة " فدل قوله : من أخذ بالركاب ونحوه أنه أراد لدابة غيره ، وإذا أجر من فعل (هذا ) في دابة غيره فأجره إذا حمل على دابة نفسه أكثر ، (والله أعلم بالصواب ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية