التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
2751 [ ص: 629 ] 82 - باب: الحمائل وتعليق السيف بالعنق

2908 - حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد ، عن ثابت ، عن أنس - رضي الله عنه - قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس وأشجع الناس ، ولقد فزع أهل المدينة ليلة فخرجوا نحو الصوت ، فاستقبلهم النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد استبرأ الخبر ، وهو على فرس لأبي طلحة عري وفي عنقه السيف وهو يقول : " لم تراعوا لم تراعوا " . ثم قال : "وجدناه بحرا " . أو قال : "إنه لبحر " . [انظر : 2627 - مسلم: 2307 - فتح: 6 \ 95]


ذكر فيه حديث أنس : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسن الناس . . وأشجع الناس ، إلى أن قال : وهو على فرس لأبي طلحة عري وفي عنقه السيف . وقد سلف .

وذكره هنا لأجل قوله : (وفي عنقه السيف ) . فأفاد به أن السيوف كانت تقلد في الأعناق ، بخلاف قول من اختار أن تربط في الحزام ولا تتقلد في العنق ، وليس في شيء من هذا حرج .

وقوله : (عري ) . هو بكسر الراء وتشديد الياء كما ضبطه ابن التين ، ثم قال : وقال ابن فارس : اعروريت الفرس : ركبته عريا ، وهي نادرة ، وضبطه بإسكان الراء وتخفيف الياء .

وقوله : ("لم تراعوا " ) قيل : لا تخافوا ، فتكون : "لم " بمعنى (لا ) كقول الهذلي :


وقالوا يا خويلد لم ترع



وقيل : تقديره : لم يكن خوف فتراعوا .

[ ص: 630 ] وقوله : (ولقد فزع أهل المدينة ) . قال الخطابي : الفزع يكون لمعنيين : أحدهما الخوف ، والآخر بمعنى الإغاثة ، ومنه قوله للأنصار : "لتقلون عند الطمع وتكثرون عند الفزع " ، وقاله ابن فارس ، وهو هنا : الذعر والخوف .

التالي السابق


الخدمات العلمية