التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
2754 [ ص: 641 ] 85 - باب: لبس البيضة

2911 - حدثنا عبد الله بن مسلمة ، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم ، عن أبيه ، عن سهل - رضي الله عنه - أنه سئل عن جرح النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد ، فقال : جرح وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وكسرت رباعيته ، وهشمت البيضة على رأسه ، فكانت فاطمة - عليها السلام - تغسل الدم وعلي يمسك ، فلما رأت أن الدم لا يزيد إلا كثرة أخذت حصيرا فأحرقته حتى صار رمادا ثم ألزقته ، فاستمسك الدم . [انظر : 243 - مسلم: 1790 - فتح: 6 \ 96]


ذكر فيه حديث سهل السالف في باب : المجن قريبا ، وهذه الأبواب كلها التي ذكر فيها آلات الحرب وأنواع السلاح ، وأنه - عليه السلام - وأصحابه استعملوها واتخذوها للحرب وإن كان الله تعالى قد وعدهم بالنصر وإظهار الدين ، فليكون ذلك سنة للمؤمنين إذ الحرب سجال مرة لنا ومرة علينا ، وقد أمر الله باتخاذها في قوله تعالى : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة الآية [الأنفال : 60] ، فأخبر أن السلاح فيها إرهاب للعدو ، وفيها تقوية لقلوب المؤمنين ، من أجل أن الله تعالى جبل القلوب على الضعف ، وإن كان السلاح لا يمنع المنية لكن فيها تقوية للقلوب وأنس لمتخذيها .

التالي السابق


الخدمات العلمية