التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
2768 2926 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا جرير ، عن عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي : يا مسلم ، هذا يهودي ورائي فاقتله " . [مسلم : 2922 - فتح: 6 \ 103]


ذكر فيه حديث ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : "تقاتلون اليهود حتى يختبي أحدهم وراء الحجر ، فيقول : يا عبد الله ، هذا يهودي ورائي فاقتله " .

وحديث أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود ، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي : يا مسلم ، هذا يهودي ورائي فاقتله " .

الشرح :

المراد بقوله : "تقاتلون اليهود " : إذا نزل عيسى ، فإن المسلمين معه واليهود مع الدجال . وفيه ظهور الآيات بحكم الجهاد وما شاكله عند نزول عيسى الذي يستأصل الدجال واليهود معه .

وفيه : دليل على بقاء دين محمد - صلى الله عليه وسلم - ودعوته بعد نزول عيسى ابن مريم ، لقوله : "تقاتلون " ولا يكونون مخاطبين بالقتال إلا وهم على دينهم لجواز علم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الذين يقاتلون الدجال غير من يخاطب

[ ص: 664 ] بالحضرة ، ولكن خاطب من بالحضرة لمجيء من بعدهم على مذهبهم ، وهذا في كتاب الله كثير ، خاطب من بالحضرة مما يلزم الغائبين الذين لم يخلقوا بعد .

وفيه : جواز مخاطبة من لا يسمع الخطاب ومخاطبة من قد يجوز منه الاستماع يوما ما .

وقول الحجر يحتمل أن يكون حقيقة وينطقه الله بذلك ، ويحتمل أن يكون مجازا ; لأنه لا يبقى (منهم ) أحد ، وهذا يكون عند نزول عيسى ، كما سلف .

التالي السابق


الخدمات العلمية