التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
2793 [ ص: 54 ] 105 - باب: الخروج آخر الشهر

وقال كريب، عن ابن عباس: انطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - من المدينة لخمس بقين من ذي القعدة، وقدم مكة لأربع ليال خلون من ذي الحجة .

2952 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها سمعت عائشة - رضي الله عنها - تقول: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لخمس ليال بقين من ذي القعدة، ولا نرى إلا الحج، فلما دنونا من مكة أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من لم يكن معه هدي إذا طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة أن يحل. قالت عائشة: فدخل علينا يوم النحر بلحم بقر، فقلت: ما هذا؟ فقال: نحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أزواجه.

قال يحيى: فذكرت هذا الحديث للقاسم بن محمد، فقال أتتك والله بالحديث على وجهه. [انظر: 294 - مسلم: 1211 - فتح: 6 \ 114]


ثم ساق حديث عائشة : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لخمس ليال بقين من ذي القعدة، ولا نرى إلا الحج، وذكر الحديث.

وقد سلف في موضعه، والتعليق أسنده في الحج عن المقدمي : ثنا فضيل بن سليمان، ثنا موسى بن عقبة، أخبرني كريب، فذكره.

وخروجه - صلى الله عليه وسلم - آخر الشهر بخلاف أفعال الجاهلية في استقبالهم أوائل الشهور في الأعمال وتوجيههم ذلك وتجنبهم غيره من أجل نقصان العمر، فبعث الله نبيه ينسخ ذلك كله، ولم يراع نقص شهر ولا ابتداءه ولا محاق القمر ولا كماله فخرج في أسفاره على حسب ما يتهيأ له، ولم يلتفت إلى أباطيلهم ولا ظنونهم الكاذبة ورد أمره إلى الله تعالى، ولم يشرك معه غيره في فعله، فأيده ونصره.

التالي السابق


الخدمات العلمية