التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
2821 [ ص: 114 ] 124 - باب: حمل الزاد على الرقاب

2983 - حدثنا صدقة بن الفضل، أخبرنا عبدة، عن هشام، عن وهب بن كيسان، عن جابر - رضي الله عنه - قال: خرجنا ونحن ثلاثمائة نحمل زادنا على رقابنا، ففني زادنا، حتى كان الرجل منا يأكل في كل يوم تمرة. قال رجل: يا أبا عبد الله، وأين كانت التمرة تقع من الرجل قال: لقد وجدنا فقدها حين فقدناها، حتى أتينا البحر فإذا حوت قد قذفه البحر، فأكلنا منها ثمانية عشر يوما ما أحببنا. [انظر: 2483 - مسلم: 1935 - فتح: 6 \ 130]


ذكر فيه حديث جابر - رضي الله عنه - قال: خرجنا ونحن ثلاثمائة نحمل أزوادنا على رقابنا، ففني زادنا، حتى كان الرجل منا يأكل في كل يوم تمرة.

ثم ذكر قصة العنبر، وقال هنا: (فإذا حوت قذفه البحر). وفي رواية مالك: مثل الظرب يعني: الجبل الصغير. وفي أخرى: ألقى البحر دابة يقال لها: العنبر. وفي أخرى: فنصب ضلع من أضلاعها، فدخل الفارس تحته. وذكر ذلك اعتبارا لخلق الله وتفخيما من عظم قدرته ليختبر بذلك المخبر فيتذكر بذلك السامع.

وهذه التمرة إنما كانت تغني عنهم ببركة سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبركة الجهاد معه، وإنما بارك الله لهم في التمرة حتى وجدوا لها مسدا من الجوعة متبينة في (أجسامهم) وصبرهم حتى فقدوها على الجوع؛ لئلا تخرق العادة عن رتبتها، ولا تخرج الأمور عن معهودها المتسق [ ص: 115 ] في حكمته - عز وجل - ، مع أنه قدير أن يخلق لهم طعاما ويجعل لهم من الحجارة خبزا، ومن الجلاميد فاكهة، لكنه مع قدرته على ذلك لم يخرجهم عن العادة، وفيه: ما ترجم له.

التالي السابق


الخدمات العلمية