التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
2827 [ ص: 121 ] 128 - باب: من أخذ بالركاب ونحوه

2989 - حدثني إسحاق، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس، يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل على دابته، فيحمل عليها، أو يرفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة". [انظر: 2707 - مسلم: 1009 - فتح: 6 \ 132]


ذكر فيه حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - : "كل سلامى من الناس عليه صدقة". وقد سلف.

وموضع الحاجة منه قوله: "ويعين الرجل على دابته فيحمل عليها" فإنه يدخل فيه الأخذ بالركاب وغيره، ولا شك أن الأخذ بالركاب من الفضائل، وهي صدقة من الآخذ بالركاب على الراكب؛ لأنه معروف، وقد أخذ ابن عباس بركاب زيد بن ثابت فقال له: لا تفعل يا ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فقال: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا، فأخذزيد بيد ابن عباس فقبلها، فقال له: لا تفعل. فقال: هكذا أمرنا أن نفعل بآل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

وقوله: ("وكل خطوة يخطوها إلى الصلاة صدقة") أي: فيرفع له بها درجة ويحط عنه خطيئة؛ ولهذا حث الشارع على كثرة الخطى إلى المساجد، وترك الإسراع في السير إليه.

[ ص: 122 ] وقوله: (يميط) أي: يزيل. يقال: ماط الرجل الشيء يميطه (ميطا) وأماطه: إذا أزاله. ويقال: أماط الله عنك الأذى، إذا دعوت له بزواله، قاله القزاز، وهو قول الكسائي، وأنكره الأصمعي وقال: مطت أنا وأمطت غيري.

التالي السابق


الخدمات العلمية