التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
2830 [ ص: 130 ] 131 - باب: ما يكره من رفع الصوت بالتكبير

2992 - حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فكنا إذا أشرفنا على واد هللنا وكبرنا، ارتفعت أصواتنا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "يا أيها الناس، اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنه معكم، إنه سميع قريب، تبارك اسمه وتعالى جده". [4205، 6384، 6401، 6610، 7386 - مسلم: 2704 - فتح: 6 \ 135].


ذكر فيه حديث أبي موسى: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فكنا إذا أشرفنا على واد هللنا وكبرنا، ارتفعت أصواتنا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "يا أيها الناس، أربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنه معكم، إنه سميع قريب".

هذا الحديث أخرجه مسلم والأربعة، وشيخ البخاري : محمد بن يوسف هو الفريابي، كما نص عليه أبو نعيم الحافظ.

(وأربعوا) براء ساكنة، ثم باء موحدة مفتوحة، قال الأزهري عن يعقوب: ربع الرجل يربع إذا وقف وتحبس. وقال الليث : يقال: اربع على نفسك، واربع على ظلعك، واربع عليك، كل ذلك واحد، ومعناه: انتظر.

وقال الخطابي : يريد: أمسكوا عن الجهر، وقفوا عنه.

[ ص: 131 ] وقال صاحب "المطالع": اعطفوا عليها الرفق بها والكف عن الشدة. ونقل ابن بطال عن كتاب "الأفعال": ربع به: رفق به، وربع عن الشيء: كف عنه، ومنه قيل: أربع على نفسك. وقال ابن التين : قيل: معناه: ارفق بنفسك. وقيل: انتظر. وقيل: قف. يقال: ربع بالمكان إذا وقف عن السير وأقام به.

وإنما نهاهم - والله أعلم - عن رفع الصوت إبقاء عليهم ورفقا بهم؛ لأنهم كانوا في مشقة السفر، فأراد - صلى الله عليه وسلم - : "اكلفوا من العمل ما تطيقون"، وكان بالمؤمنين رحيما، ثم أعلمهم أن الله يسمع خفي كلامهم بالتكبير كما يسمع عاليه إذ لا مانع؛ لأنه سميع قريب.

وفيه: كراهية رفع الصوت بالدعاء، وهو قول عامة السلف من الصحابة والتابعين، وروى قيس بن عباد قال: كان أصحاب رسول الله يكرهون رفع الصوت عند ثلاثة مواطن: عند الذكر، وعند القتال، وعند الجنائز. وفي رواية: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكرهون رفع الصوت ورفع الأيدي عند القتال و (عند) الدعاء. قال سعيد بن أبي عروبة: ثنا قتادة، عن سعيد بن المسيب قال: ثلاث مما أحدث الناس: رفع الصوت عند الدعاء، ورفع الأيدي، واختصار السجود. وذكر عن مجاهد أنه رأى رجلا يرفع صوته بالدعاء فحصبه.

التالي السابق


الخدمات العلمية