التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
2839 3001 - حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "السفر قطعة من العذاب؛ يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه، فإذا قضى أحدكم نهمته فليعجل إلى أهله". [انظر: 1804 - مسلم: 1927 - فتح: 6 \ 139].


ثم ذكر أحاديث سلفت في الحج، حديث أسامة: كان يسير العنق.

وحديث ابن عمر في الجمع.

وحديث أبي هريرة : "السفر قطعة من العذاب.. ".

وسلف أن مالكا انفرد بهذا، وقال: لو علمت أهل العراق يقولون ذلك ما ذكرته.

[ ص: 145 ] والنهمة بفتح النون وكسرها، واقتصر ابن فارس في ضبطه كتابه على الفتح. وقال: هي الهمة بالشيء.

والفجوة: المتسع بين شيئين.

والعنق: انبساط السير، والنص فوق ذلك، قال أبو عبيد: النص: التحريك حتى يستخرج من الناقة أقصى سيرها، وأصله منتهى الأشياء وغايتها. والعنق: سير من سير الدواب طويل.

قال المهلب : أما تعجيله إلى المدينة (فليرح) نفسه من عذاب السفر، وليفرح بنفسه أهله وجماعة المؤمنين بالمدينة، قال: وأما تعجيل السير إذا وجد فجوة حين دفع من عرفة فليتعجل الوقوف بالمشعر الحرام، ويدعو الله تعالى في ذلك الوقت؛ لأن ساعات الدعاء في ذلك الوقت ضيقة ولا تدوم ونادرة، إنما هي من عام إلى عام.

وأما تعجيل ابن عمر إلى زوجته إنما هو ليدرك من حياتها ما يمكنه أن تعهد إليه مما لا تعهد به إلى غيره، ولئلا يحرمها ما تريده من طاعة الله في عهدها، ومع ذلك فإنه كان يسرها بقدومه.

وفيه: التواضع وترك التكبر.

التالي السابق


الخدمات العلمية