التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
2945 [ ص: 419 ] 6 - باب: الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وللمساكين

وإيثار النبي - صلى الله عليه وسلم - أهل الصفة والأرامل حين سألته فاطمة وشكت إليه الطحن والرحى أن يخدمها من السبي، فوكلها إلى الله.

3113 - حدثنا بدل بن المحبر، أخبرنا شعبة قال: أخبرني الحكم قال: سمعت ابن أبي ليلى، حدثنا علي، أن فاطمة - عليها السلام - اشتكت ما تلقى من الرحى مما تطحن، فبلغها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي بسبي، فأتته تسأله خادما فلم توافقه، فذكرت لعائشة، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك عائشة له، فأتانا وقد دخلنا مضاجعنا، فذهبنا لنقوم فقال: "على مكانكما" حتى وجدت برد قدميه على صدري فقال: "ألا أدلكما على خير مما سألتماه، إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا الله أربعا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين، وسبحا ثلاثا وثلاثين، فإن ذلك خير لكما مما سألتماه". [3705، 5361، 6318 - مسلم: 2727 - فتح: 6 \ 215]


ثم ساق حديثها من طريق علي، وقد سقناه في الباب قبله بفوائده، ويأتي في فصائل علي والنفقات والدعوات، وأخرجه مسلم، أيضا وفي رواية: فوجدت عنده حداثا فاستحييت، وفي رواية قال علي: ما تركته منذ سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قيل (له): ولا ليلة

[ ص: 420 ] صفين؟ قال: ولا ليلة صفين ولأبي داود من حديث الفضل بن حسن الضمري أن أم الحكم أو أم ضباعة بنت الزبير حدثته عن إحداهما قالت: أصاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبيا فذهبت أنا وأختي فاطمة نشكو إليه ما نحن فيه، قالت: وسألناه أن يأمر لنا بشيء من السبي، فقال - صلى الله عليه وسلم - : "سبقتكما يتامى بدر ".

وذكر التسبيح على إثر كل صلاة لم يذكر النوم، وفي "علل أبي الحسن": أن أم سلمة هي التي قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن ابنتي فاطمة جاءتك تلتمسك... الحديث. وفي لفظ: وكانت ليلة باردة وقد دخلت هي وعلي في اللحاف، فأراد أن يلبسا الثياب وكان ذلك ليلا. وفي لفظ: جاء من عند رأسهما، وأنها أدخلت رأسها في اللفاع - يعني: اللحاف - حياء من أبيها. قال علي: حتى وجدت برد قدمه على صدري فسخنها. وفي لفظ: ما كان حاجتك أمس إلى آل محمد، فسكت مرتين، فقلت: أنا والله أحدثك: بلغنا أنه أتاك رقيق أو خدم. فقلت لها: سليه خادما، وهذا ظاهر أن المراد بآل محمد نفسه. كقوله: "أوتي مزمارا من مزامير آل داود" والمراد داود نفسه.

وقوله: "خيرا من خادم" أي: من التصريح بسؤال خادم، قاله القرطبي .

التالي السابق


الخدمات العلمية