التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
3212 [ ص: 447 ] 21 - باب: قول الله تعالى: واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا [مريم: 51 - 52] كلمه ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا [مريم: 51 - 53] يقال للواحد وللاثنين والجميع: نجي، ويقال: خلصوا نجيا [يوسف: 80]: اعتزلوا نجيا، والجميع أنجية يتناجون.

3392 - حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا الليث قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب، سمعت عروة قال: قالت عائشة - رضي الله عنها: فرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خديجة يرجف فؤاده، فانطلقت به إلى ورقة بن نوفل، وكان رجلا تنصر يقرأ الإنجيل بالعربية. فقال ورقة: ماذا ترى؟ فأخبره. فقال ورقة: هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى، وإن أدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا. الناموس: صاحب السر الذي يطلعه بما يستره عن غيره. [انظر: 3 - مسلم: 160 - فتح: 6 \ 422]


ذكر فيه حديث عروة قال: قالت عائشة - رضي الله عنها -: (فرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خديجة ترجف بوادره) وقد سلف أول الكتاب.

و مخلصا قرئ بفتح اللام. أي: أخلصناه مختارا خالصا من الدنس، وبكسر اللام أي وحد الله بطاعته وأخلص نفسه من الدنس.

ومعنى وقربناه نجيا قال ابن عباس: أدنيناه حتى سمع صريف الأقلام.

[ ص: 448 ] وقوله: (النجي..) إلى آخره، كذا قال ابن عرفة. وقال غيره: نجي جمع أنجية. وقيل: نجي جمع ناج مثل غاز وغزي.

والناموس صاحب سر الرجل. وقال أبو عبيد: هو جبريل - عليه السلام - وسمي بذلك; لأن الله خصه بالوحي والغيب الذي لا يطلع عليه غيره، وأصله من نمس ينمس نمسا، ونامسته منامسة إذا سررته.

التالي السابق


الخدمات العلمية