التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
3216 3397 - حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، حدثنا أيوب السختياني، عن ابن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة وجدهم يصومون يوما -يعني عاشوراء- فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكرا لله. فقال: "أنا أولى بموسى منهم". فصامه وأمر بصيامه. [انظر: 2004 - مسلم: 1130 - فتح: 6 \ 429]


[ ص: 458 ] الكلام صفة للرب -جل جلاله- ومن أنكر كلامه لموسى فهو كافر.

ثم ساق في الباب ثلاثة أحاديث:

أحدها:

حديث سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به: "رأيت موسى، وإذا رجل ضرب رجل، كأنه من رجال شنوءة" الحديث.

وقد سلف، ويأتي في أحاديث الأنبياء. وأخرجه مسلم في الإيمان والترمذي في التفسير. ومعنى (ضرب): نحيف، وهو مدح. والرجل: الدهين الشعر المسترسله المسرحه.

وقوله: "من رجال شنوءة" قال الداودي: يعني: في الطول. وقال القزاز: ما أدرى البخاري بذلك؟! على أنه روى في صفته بعد هذا خلاف هذا فقال: "وأما موسى فآدم جسيم كأنه من رجال الزط".

وقوله في عيسى: "كأنما خرج من ديماس" قيل: هو السرب، وقيل: الحمام، وأراد إشراق لونه ونضارته. وقيل: لم يكن لهم يومئذ ديماس وإنما هو من علامات نبوته.

الحديث الثاني:

حديث أبي العالية عن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى" الحديث.

[ ص: 459 ] ويأتي في تفسير سورة النساء والأنعام، وقد سلف تأويله.

وفي لفظ: "من قال: أنا خير من يونس بن متى فقد كذب" أي: غيري.

وقيل: خص يونس; لأن الله تعالى لم يذكره في جملة أولي العزم من الرسل، وقال: ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم [القلم: 48] وقال: إذ ذهب مغاضبا [الأنبياء: 87] فخفض عن مراتب أولي العزم من الرسل، فالمعنى إذا لم آذن لكم أن تفضلوني على يونس فلا يجوز أن تفضلوني على غيره من جملة الأنبياء وليس بمخالف لقوله: "أنا سيد ولد آدم" لأنه قال شكرا لا فخرا، وأراد بالسيادة ما يكرم به في القيامة من الشفاعة.

فائدة:

اسم أبي العالية: رفيع بن مهران الرياحي، أعتقته امرأة من بني رياح حي من تميم، يقال لها: أمية، وقيل: أمينة، سائبة لوجه الله، وطافت به على حلق المسجد.

قيل: إنه أدرك الجاهلية وأسلم بعد موت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسنتين، كان ابن عباس يجلسه معه على السرير، وقريش تحته.

[ ص: 460 ] الحديث الثالث:

حديث أيوب السختياني، عن ابن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة وجدهم يصومون يوما يعني عاشوراء.. الحديث.

وقد سلف حكمه في الصوم، وأخرجه مسلم والنسائي وأيضا ابن ماجه وأسقط ابن سعيد. وقال: عن سعيد. و(ابن سعيد) هو عبد الله، أسدي والبي مولاهم أخو عبد الملك، رويا عن أبيهما، قال أبو حاتم: لا بأس به.

التالي السابق


الخدمات العلمية