التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
30 - باب: وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة الآية [البقرة: 67]

قال أبو العالية: العوان: النصف بين البكر والهرمة. فاقع [البقرة: 69]: صاف. لا ذلول [البقرة: 71]: لم يذلها العمل، تثير الأرض [البقرة: 71] ليست بذلول تثير الأرض، ولا تعمل في الحرث مسلمة [البقرة: 71]: من العيوب. لا شية [البقرة: 71]: بياض. صفراء [البقرة: 69]: إن شئت سوداء، ويقال: صفراء، كقوله: جمالت صفر [المرسلات: 33]. فادارأتم [البقرة: 72]: اختلفتم. [فتح: 6 \ 439]


الشرح:

تفسير أبي العالية رواه الطبري عن سلمة، عن أبي إسحاق، عن الزهري عنه. وقاله ابن عباس أيضا; لأن الفارض (الكبيرة) والبكر: الصغيرة. وقال مجاهد: ( العوان ) التي قد ولدت بطنا أو بطنين. قيل: وهو المعروف عند العرب. وما ذكره في ( فاقع ) قاله قتادة. وقال الكسائي: فقع يفقع إذا خلصت صفرته. وقوله: ( تثير الأرض ) قال مجاهد: لم تذلل بالعمل فتثير [ ص: 483 ] الأرض.

وقيل: المعنى ليست ذلولا وهي تثير الأرض. فجعل تثير مستأنفا، ورجح الأول; لأن قوله: ولا تسقي الحرث لا بد أن يكون معطوفا على نفي، والمعنى: لا تثير ولا تسقي. وما ذكره في مسلمة هو قول قتادة. وقال غيره: من العمل. وقال مجاهد: من الشية لا بياض فيه ولا سواد، وقيل: في لا شية : لا لون فيها يخالف للونها، وما ذكره في صفراء أنكره بعض أهل النظر، وقال: لأنه لا يجوز: سوداء فاقع، إنما يقال أصفر فاقع وأسود حالك وأحمر قانئ، ونحو ذلك، وقال سعيد بن جبير: صفراء القرن والظلف.

وقوله: فذبحوها وما كادوا يفعلون قال محمد بن كعب: لغلاء ثمنها.

وقال وهب بن منبه: لخوف الفضيحة في القاتل. قال أبو عبيدة: اشتروها بملء جلدها دنانير. وقال عكرمة: ما كان ثمنها إلا ثلاثة دنانير. وقال قتادة: ذكر لنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: "إنما أمر القوم بأدنى بقرة ولكن لما شددوا على أنفسهم شدد عليهم، والذي نفسي بيده لو لم يستثنوا ما بينت لهم".

وقوله: جمالت صفر جمالة: جمع جمل وجمع الجمع جمالات، و صفر عند مجاهد سود. وقيل: إنما قيل للجمل الأسود: أصفر; لأنه لا يوجد جمل أسود إلا وهو مشوب بصفرة.

التالي السابق


الخدمات العلمية