التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
3230 [ ص: 490 ] 32 - باب: قول الله تعالى: وضرب الله مثلا.. إلى قوله: وكانت من القانتين [التحريم: 11 - 12]

3411 - حدثنا يحيى بن جعفر، حدثنا وكيع، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن مرة الهمداني، عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ". [3433، 3769، 5418 - مسلم: 2431 - فتح: 6 \ 449]


ثم ساق حديث أبي موسى - رضي الله عنه -: "كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام".

الشرح:

هذا الحديث يأتي قريبا. وأخرجه أيضا في فضل عائشة - رضي الله عنها - في موضعين، وفي الأطعمة، وأخرجه مسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه.

وقوله: ( وضرب الله مثلا ) أي: وصف المؤمنين بما وصف به امرأة فرعون، وذلك أنها اختارت القتل على ذهاب دينها ورفضت الملك، [ ص: 491 ] وكانت لها فراسة حين قالت: قرت عين لي ولك [القصص: 9]. و(آسية): هي ابنة مزاحم ابنة عمة فرعون. وقيل: إنها من العماليق. وقيل: من بني إسرائيل من سبط موسى. قال السهيلي: وقيل هي عمة موسى.

وأما (مريم) فكل مولود يطعن الشيطان في جنبه إلا هي وابنها; لقول أمها: وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم [آل عمران: 36] وقوله: فنفخنا فيه من روحنا [التحريم: 12] قال قتادة: نفخنا في جيبها. قال الفراء: كل خرق في درع أو غيره فهو فرج. ورد بأن العرب إنما تقول: أحصنت فرجها من الفرج بعينه.

ومعنى فنفخنا فيه جعلنا فيه الروح التي لنا، على أن أبا صالح قال: جاءها الملك فنفخ في جيبها فدخل الفرج فحملت بعيسى.

وما ذكر في عائشة - رضي الله عنها - يحتمل أن يريد نساء عصرها أو سائرهن أو أمهات المؤمنين. وقال - صلى الله عليه وسلم -: "خير نسائها مريم وخير نسائها خديجة" والعرب تعم الخصوص وتخص العموم. والله أعلم أي ذلك أراد أنهن أفضل.

[ ص: 492 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية