التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
3308 3499 - حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: " الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم، والإيمان يمان، والحكمة يمانية". سميت اليمن; لأنها عن يمين الكعبة، والشأم عن يسار الكعبة، والمشأمة: الميسرة، واليد اليسرى: الشؤمى، والجانب الأيسر الأشأم. [انظر: 3301- مسلم: 52- فتح: 6 \ 526]


ذكر فيه حديث ابن عباس- رضي الله عنهما- إلا المودة في القربى [الشورى: 23] قال: فقال سعيد بن جبير: قربى محمد- صلى الله عليه وسلم- وقال: إن النبي- صلى الله عليه وسلم- لم يكن بطن من قريش الأ وله فيه قرابة، فنزلت عليه: الأ أن تصلوا قرابة بيني وبينكم.

الشرح:

[ ص: 26 ] اختلف في ذلك على أقوال:

أحدها: محبة قرابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهم أهل بيته من بني هاشم فمن بعدهم من أهل البيت.

ثانيها: مودة قريش، وعبارة ابن التين في حكايته قيل: المراد: علي، وفاطمة، وولدهما. ذكر ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وبه قال ابن عباس، قال عكرمة: كانت قريش تصل الرحم فلما بعث محمد قطعته، فقال: صلوني كما كنتم تفعلون. فالمعنى: لكن أذكركم قرابتي.

ثالثها: مودة من يتقرب إلى الله وهو رأي الصوفية، ولا بعد في دخول الكل في الآية وهو راجع إلى الاعتقاد، وقال الضحاك نسختها: قل لا أسألكم عليه أجرا .

قال ابن العربي: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا محرم عليه أن يأخذ (أجرا على التبليغ) قال: وظن بعضهم أنه استثناء منقطع إذ ليس المودة من الأجرة.

ثم ذكر في الباب حديث أبي مسعود- رضي الله عنه- يبلغ به النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "من ها هنا جاءت الفتن-نحو المشرق- والجفاء، وغلظ القلوب في الفدادين أهل الوبر عند أصول أذناب الإبل والبقر في ربيعة ومضر". وسلف في بدء الخلق.

وحديث أبي هريرة- رضي الله عنه-: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم، والإيمان يمان، والحكمة يمانية".

قال أبو عبد الله: سميت اليمن; لأنها عن يمين الكعبة، والشأم

[ ص: 27 ] لأنها عن يسار الكعبة، والمشأمة: الميسرة، واليد اليسرى: الشؤمى، والجانب الأيسر: الأشأم. وقد سلف، وقد أخرجه مسلم في الإيمان أيضا.

ومراده بالسكينة في أهل الغنم أن أهلها أهل مسكنة وخضوع، وأهل الإبل متكبرون مختالون كما ذكر، وكانوا يستحقرون أصحاب الغنم. وقال الداودي: قوله: "والفخر والخيلاء في الفدادين" وهم، وإنما نسب إليهم الجفاء وهما في أصحاب الخيل.

التالي السابق


الخدمات العلمية