التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
3326 3523 - حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال أسلم وغفار وشيء من مزينة وجهينة-أو قال: شيء من جهينة أو مزينة- خير عند الله-أو قال يوم القيامة- من أسد وتميم وهوازن وغطفان. [مسلم: 2521- فتح: 6 \ 550]


ذكر فيه ستة أحاديث:

أحدها:

حديث أبي هريرة- رضي الله عنه-: "قريش والأنصار.." إلى آخره. سلف في مناقب قريش قريبا.

الحديث الثاني:

حديث نافع عن عبد الله- رضي الله عنه-: "غفار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله، وعصية عصت الله ورسوله". وأخرجه مسلم أيضا.

الثالث:

حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- أيضا بمثله ولم يذكر عصية وأخرجه مسلم أيضا وشيخ البخاري في (الأول) محمد بن غرير الزهري هو بضم الغين المعجمة، وهو محمد بن غرير بن الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، سكن صفة سمرقند.

وشيخه في الثاني محمد. قيل: هو ابن سلام. وقيل: هو ابن

[ ص: 62 ] (أبي) يحيى.


الرابع:

حديث أبي بكرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- "أرأيتم إن كان جهينة، ومزينة، وأسلم، وغفار خيرا من بني تميم وبني أسد، ومن بني عبد الله بن غطفان، ومن بني عامر بن صعصعة؟ ". فقال رجل: خابوا وخسروا.

فقال: "هم خير من بني تميم، ومن بني أسد، ومن بني عبد الله بن غطفان، ومن بني عامر بن صعصعة".


الخامس:

حديث محمد بن أبي يعقوب-وهو محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب الضبي البصري- قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، أن الأقرع بن حابس قال للنبي- صلى الله عليه وسلم-: إنما بايعك سراق الحجيج من أسلم، وغفار، ومزينة - وأحسبه: وجهينة ابن أبي يعقوب. شك- قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "أرأيت إن كان أسلم وغفار ومزينة -وأحسبه: وجهينة- خيرا من بني تميم، وبني عامر، وأسد، وغطفان، خابوا وخسروا". قال: نعم. قال: "والذي نفسي بيده إنهم لخير منهم".

[ ص: 63 ] ويأتي في النذور، ومسلم في الفضائل، والترمذي في المناقب، وقال: حسن صحيح.

السادس:

حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- موقوفا أسلم وغفار، وقد سلف الكلام على ذلك، وهذا الموقوف أخرجه مسلم من حديث إسماعيل ابن علية، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة مرفوعا.

ودعاؤه لأسلم وغفار؛ قيل: لأن دخولهما في الإسلام كان سلما من غير حرب، وكانت غفار تزن بسرقة الحاج، فأحب- صلى الله عليه وسلم- أن يمحو عنهم تلك السبة وأن يعلم أن ما قد سلف مغفور لهم، وأما عصية فهم الذين قتلوا القراء ببئر معونة، وقيل: إنما ذكر أسلم وغفار ومن ذكر معهم لسابقتهم في الإسلام، وما كان فيهم من رقة القلوب ومكارم الأخلاق، والقوم الذين فضلوا عليهم لم يكونوا كذلك; لأنهم كانوا أهلا له، وقد أريد بهذا أكثر القوم، وكان أسد خزيمة حلفاء بني أمية وشهد منهم بدرا

[ ص: 64 ] سبعة عشر رجلا وقتل عبد الله بن جحش يوم أحد وهو ابن أميمة عمة رسول الله، وأخته زينب بنت جحش التي زوجها الله رسوله بعد زيد.

فصل:

تميم هو (ابن مر) بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، مشتق - كما قال ابن دريد- من الشدة والصلابة. وقال المفجع في "منقذه": يربوع وتميم بطنان في عذرة.

قال النابغة ليزيد بن الصعق:


جمع محاشك يا يزيد فإنني أعددت يربوعا لكم وتميما



قال الشيخ أبو بكر عاصم في "شرح الأشعار الستة" : لم يرد النابغة تميم بن مر، وإنما أراد تميمة بن (شبة) بن عذرة بن سعد، فرخم في غير النداء.

وكذا قال الجاحظ في "حيوانه": يريد تميمة فحذف الهاء. وعند الكلبي تميم بن حنبة بغير هاء في تميم، وكذا ذكره البلاذري ومن تبعه.

التالي السابق


الخدمات العلمية