التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
3336 3527 - حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، أخبرنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: " يا بني عبد مناف، اشتروا أنفسكم من الله، يا بني عبد المطلب، اشتروا أنفسكم من الله، يا أم الزبير بن العوام عمة رسول الله، يا فاطمة بنت محمد، اشتريا أنفسكما من الله، لا أملك لكما من الله شيئا، سلاني من مالي ما شئتما". [انظر: 2753- مسلم: 206- فتح: 6 \ 551]


ثم ساق عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: لما نزلت: وأنذر عشيرتك الأقربين [الشعراء: 214] جعل النبي- صلى الله عليه وسلم- ينادي: "يا بني فهر، يا بني عدي" لبطون قريش.

وقال لنا قبيصة: ثنا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: لما نزلت: وأنذر عشيرتك

[ ص: 89 ] الأقربين
[الشعراء: 214] جعل النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم قبائل قبائل.


ثم ساق بسنده إلى أبي هريرة- رضي الله عنه- أن- صلى الله عليه وسلم- قال: "يا بني عبد مناف، اشتروا أنفسكم من الله.. ". الحديث.

الشرح:

أما حديث أبي هريرة وابن عمر فسلفا مسندين.

وحديث البراء تقدم مسندا في الجهاد.

وحديث ابن عباس سلف بعضه في الجنائز، ويأتي في التفسير.

وأخرجه مسلم والترمذي وابن ماجه.

وقوله: (قال لنا قبيصة) رواه الإسماعيلي عن عبد الله بن زيدان عن قبيصة، وعن الحسن، عن محمود بن غيلان، عن قبيصة، وعن القاسم، عن أبي زرعة وغيره عن قبيصة، ورواه أبو نعيم عن الطبراني، عن

[ ص: 90 ] حفص بن عمر، عن قبيصة. وزعم بعضهم أن البخاري سمعه منه في المذاكرة، وقد سلف في الوقف طرف منه.

وقوله: ("أنا ابن عبد المطلب")، فيه النسبة إلى الجد، وأن يقول أنا ابن فلان، للجد والنسبة للكافر، والنبي- صلى الله عليه وسلم- لم يمسه ولادة حرام في نسبه، وكذلك الأنبياء يدعون إلى آبائهم على حالهم على حكم الدنيا.

وفيه: أن قريشا كلها من الأقربين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفيه: بداءة الشارع بقومه، فإذا قامت حجته عليهم قامت على من سواهم ممن أمر بتبليغه.

وقوله: ("اشتروا أنفسكم من الله") أي أسلموا تسلموا من عذاب الله، فيكون ذلك كالاشتراء، كأنهم جعلوا إيمانهم وطاعتهم ثمنا لنجاتهم من العذاب.

وفيه: فضل صفية وتكنية المرأة حيث قال: "يا أم الزبير بن العوام عمة رسول الله".

التالي السابق


الخدمات العلمية