التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
3530 - وقالت عائشة: رأيت النبي- صلى الله عليه وسلم- يسترني، وأنا انظر إلى الحبشة، وهم يلعبون في المسجد فزجرهم [عمر] فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "دعهم، أمنا بني أرفدة". يعني من الأمن. [انظر: 454- مسلم: 892- فتح: 6 \ 553]


ثم ساق حديث عائشة- رضي الله عنهما- فيه بطوله، وقد سلف في العيدين وغيره، وكانتا تذكران من الشعر ما ليس فيه خناء من غير أن يميلا بصوتيهما، ويرفعاه بما يلهي ويطرب.

قال الشيخ أبو الحسن: أيام منى أربعة، وقد سماها الشارع أيام عيد، فالعيد إذن أربعة أيام، قال ابن التين: وهذا يحتمل; لأنه يكون

[ ص: 94 ] ذلك يوم ثاني العيد أو ثالثه، فإذا كان كذلك وهو من أيام منى سقط ما ذكره، لا يقال إنه على عمومه؛ لأن دعوى العموم في الأفعال غير صحيح عند الأكثر; لأنها قضية عين.

قال الداودي: واستجاز قوم من المجان الغناء واحتجوا بهذا الحديث وهو فاسد؛ لأن هؤلاء لم يخرجوا في قولهم إلى ما يوجب الطرب ومع (هذا) فإن نية الفريقين مختلفة، هؤلاء يريدون (راحة) النفس لتقوى على أداء الفرض، وهؤلاء يريدون اللهو، وهذا من حمل الشيء على ضده، وتمثيل النور بالظلمة، ولبس الحق بالباطل، وأما لعب الحبشة ففيه دربة للقوة على قتال العدو.

التالي السابق


الخدمات العلمية