التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
3451 3651 - حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله- رضي الله عنه- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: " خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته". قال إبراهيم: وكانوا يضربونا على الشهادة والعهد ونحن صغار. [انظر: 2652- مسلم: 2533- فتح: 7 \ 3]


ذكر فيه ثلاثة أحاديث:

أحدها:

حديث أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس، فيقولون: فيكم من صاحب رسول الله- صلى الله عليه وسلم-؟.. الحديث.

ثانيها:

حديث عمران بن حصين- رضي الله عنهما-: "خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم.. " الحديث.

ثالثها:

حديث عبيدة، عن عبد الله- رضي الله عنه-: "خير الناس قرني" بمثله. قال إبراهيم: وكانوا يضربونا على الشهادة والعهد ونحن صغار.

والأول سلف في الجهاد، وعلامات النبوة، والثاني والثالث في: الشهادات.

[ ص: 237 ] وما ذكره البخاري من أن الصحبة ثبتت بالرؤية من المسلم هو المعروف من طريقة أهل الحديث.

وفيه قول بأن الذين طالت صحبتهم على طريقة التبع له والأخذ به وهو طريق أهل الأصول وأهل اللغة، فإن ابن الحاجب رجح الأول، وعبر بقوله: من رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فدخل ابن أم مكتوم الأعمى وغيره.

وقول ثالث: من أقام معه سنة أو سنتين، وغزا معه غزوة أو غزوتين قاله سعيد بن المسيب، ونقض عليه بجرير بن (عبد الله) البجلي وشبهه.

ورابع: أنه من أدركه وأسلم وعقل أمور الدين، وصحبه ولو ساعة من نهار، قاله الواقدي نقلا عن أهل العلم.

وخامس: وهو أوسع من الكل ذهب إليه أبو عمر في آخرين أنه من رآه وأسلم في حياته أو ولد، وإن لم يره ولو كان ذلك قبل وفاته- صلى الله عليه وسلم- بساعة لكونه معه في زمن واحد وجمعه وإياه عصر واحد مخصوص.

وقال موسى السيلاغي أتيت أنس بن مالك- رضي الله عنه- فقلت: هل بقي أحد من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- غيرك قال: قد بقي ناس من الأعراب، قد رأوه، فأما من صحبه فلا، وفي الترمذي من حديث جابر- رضي الله عنه- مرفوعا، وقال: حسن: "لا تمس النار مسلما رآني أو رأى من رآني".

[ ص: 238 ] فائدة:

أولهم موتا على إطلاق فيما يقال: أم أيمن مولاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- طعنها أبو جهل في قبلها فماتت حكاه الداودي، وآخرهم موتا على الإطلاق أبو الطفيل عامر بن واثلة، مات سنة مائة.

وأما بالإضافة إلى النواحي فقد أوضحتهم في "المقنع في علوم الحديث".

فائدة:

حديث أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- فيه لطيفة وهي: رواية صحابي عن صحابي فإنه حدث جابر بن عبد الله عنه كذا رواه هنا، وفي الموضعين السابقين.

فائدة:

الفئام: بكسر الفاء، الجماعة، مهموز، والعامة لا تهمزه.

وقوله: ("ولا يستشهدون") يعني: يظهر فيهم الزور.

وقوله: ("ويخونون ولا يؤتمنون"). قيل: يطلبونها ثم يخونون فيها، وقيل: ليسوا ممن يؤتمن، وعلى هذا الأكثر.

والسمن إنما يذم ممن استدعاه دون من طبع عليه.

ومعنى ("تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته") قال الداودي: يعني: إن لم تسبق شهادته.

[ ص: 239 ] فائدة أخرى: قوله: ("خير الناس قرني") يعني: أصحابي.

("ثم الذين يلونهم") يعني: التابع بإحسان فاشتقاقه من الأقران، واختلف في مقداره على أقوال سلفت هناك.

التالي السابق


الخدمات العلمية