1. الرئيسية
  2. التوضيح لشرح الجامع الصحيح
  3. كتاب فضائل الصحابة
  4. باب مناقب سعد بن أبي وقاص الزهري، وبنو زهرة أخوال النبي صلى الله عليه وسلم وهو سعد بن مالك رضي الله عنه

التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
3522 3728 - حدثنا عمرو بن عون، حدثنا خالد بن عبد الله، عن إسماعيل، عن قيس قال: سمعت سعدا- رضي الله عنه- يقول: إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله، وكنا نغزو مع النبي- صلى الله عليه وسلم- وما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى إن أحدنا ليضع كما يضع البعير أو الشاة، ما له خلط، ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام، لقد خبت إذا وضل عملي. وكانوا وشوا به إلى عمر، قالوا: لا يحسن يصلي. [5412، 6453- مسلم: 2966- فتح: 7 \ 83]


هو أبو إسحاق سعد بن أبي وقاص مالك-كما ذكره البخاري- ابن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة الزهري، أحد العشرة وآخرهم موتا، أحدي شجري، من المهاجرين الأولين الذين صلوا القبلتين، وأول من رمى بسهم في سبيل الله -وسيأتي في سرية

[ ص: 329 ] عبيدة بن الحارث- وفارس الإسلام-زاد أبو الثناء- وأنه- صلى الله عليه وسلم- لعن من قدح في نسبه، وأنه لزم بيته في الفتنة، وأمر بأهله أن لا يخبروه بشيء من أخبار الناس، وكان سابع سبعة في الإسلام.

أمه: حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، شهد بدرا والمشاهد، كان أحد الستة أولي الشورى، وكان مجاب الدعوة، مشهورا بذلك، وأحد الفرسان، مات في قصره بالعقيق، ودفن بالبقيع، سنة خمس وخمسين- على الأصح- أو ست أو سبع، أو ثمان وهو أشهر وأكثر عن بضع وسبعين أو ثمانين، وأوصى أن يكفن في جبة صوف قاتل فيها يوم بدر، قيل: إن تركته مائتا ألف وخمسون ألفا.

ثم ذكر البخاري في الباب حديث سعيد بن المسيب قال: سمعت سعدا يقول: جمع لي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أبويه يوم أحد.

ثانيها:

حديث عامر بن سعد، عن أبيه قال: لقد رأيتني وأنا ثلث الإسلام.

ثالثها:

حديث سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص يقول: ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام.

تابعه-يعني: ابن أبي زائدة- أبو أسامة ثنا هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عن سعيد.

وهذه المتابعة أسندها يعني: في باب إسلامه.

[ ص: 330 ] رابعها:

حديث قيس قال: سمعت سعدا- رضي الله عنه- يقول: إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله، وكنا نغزو مع النبي- صلى الله عليه وسلم- وما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى إن أحدنا ليضع كما يضع البعير أو الشاة، ما له خلط، ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام، لقد خبت إذا وضل عملي. وكانوا وشوا به إلى عمر، قالوا: لا يحسن يصلي.

وقد أسلفنا في ترجمة الصديق- رضي الله عنه- حديث عمار: رأيت النبي- صلى الله عليه وسلم- وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان، وأبو بكر، وفيه منافاة لقوله: (مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام). قال ابن التين: إن تكن الروايتان محفوظتين، فلم يعلم سعد إلا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر ولم يعلم سعد بعمار، ويحتمل أن يريد سعد ثلاثة غير رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ويحتمل أن يكون- صلى الله عليه وسلم- أحدهم، أو يريد سعد من الرجال الأحرار.

ومعنى: (تعزرني على الإسلام) أي: تؤذيني، ومنه التعزير الذي هو التأديب على الريبة، والمعنى: تعلمني الصلاة، وتعيرني بأني لا أحسنها.

وقوله: (وشوا به) قال ابن فارس: وشى كلامه إذا كذب ونم، وقال ابن عرفة: لا يقال لمن نم: واش، حتى يغير الكلام، ويلونه، ويجعله ضروريا، ويزين منه ما يشاء.

وجمعه لأبويه له قد سلف مثله في حق الزبير.

التالي السابق


الخدمات العلمية