التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
3523 [ ص: 331 ] 16 - باب: ذكر أصهار النبي- صلى الله عليه وسلم- منهم أبو العاص بن الربيع

3729 - حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: حدثني علي بن حسين، أن المسور بن مخرمة قال: إن عليا خطب بنت أبي جهل، فسمعت بذلك فاطمة، فأتت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقالت: يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك، هذا علي ناكح بنت أبي جهل، فقام رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فسمعته حين تشهد يقول: " أما بعد، أنكحت أبا العاص بن الربيع، فحدثني وصدقني، وإن فاطمة بضعة مني، وإني أكره أن يسوءها، والله لا تجتمع بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وبنت عدو الله عند رجل واحد". فترك علي الخطبة.

وزاد محمد بن عمرو بن حلحلة، عن ابن شهاب، عن علي، عن مسور: سمعت النبي- صلى الله عليه وسلم- وذكر صهرا له من بني عبد شمس، فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن، قال: "حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي". [انظر: 926- مسلم: 2449- فتح: 7 \ 85]


ثم ذكر خطبة علي- رضي الله عنه- بنت أبي جهل، وما قاله النبي- صلى الله عليه وسلم-.

أبو العاصي بن الربيع هو ابن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي كان يقال له: جرو البطحاء، وفي اسمه أقوال: لقيط، أو مهشم، أو هشيم، أو مقسم، وهو أثبت، قال الزبير: أو ياسر، أو القاسم.

أمه: هالة بنت خويلد بن أسد أخت خديجة، وكان مؤاخيا لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- مصافيا وشكر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مصاهرته، وأثنى عليه خيرا-كما ذكره في الباب- مات في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة، ويقال: إنه استشهد في بعض المغازي، ثم أحرق بالنار حتى صار فحمة.

[ ص: 332 ] وزوجه هي زينب، أول ولده كما قال الكلبي. وقال السراج: ولدت سنة ثلاثين من مولد سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.

فصل:

وبنت أبي جهل: جميلة، وقيل: جويرية، ولما قال- صلى الله عليه وسلم- فيها ما قال.

قال عتاب بن أسيد: أنا أريحكم منها، فتزوجها فولدت له عبد الرحمن المقتول يوم الجمل، وكان لأبي جهل بنت أخرى يقال لها: الحفناء، كانت تحت سهيل بن عمرو، وزعم الميداني وابن السكيت، وغيرهما أن التي كانت تحت سهيل بن عمرو اسمها صفية، وسماها الحاكم في "إكليله" جويرية، وسمى ابن طاهر المقدسي مخطوبة علي: العوراء.

وفي غير هذه الرواية قال- صلى الله عليه وسلم-: "ولست أحرم ما أحل الله فلا آذن إلا أن يشاء ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي"، وهذا يقال: إنه شرط.

والخطبة: بكسر الخاء، قوله: (وذكر صهرا) يدل على أن الصهر يطلق على الزوج، وقد سلف، وترجمة البخاري (أصهار)، ولم يأت إلا باثنين، نظيره: فإن كان له إخوة والاثنان يحجبانها من الثلث إلى السدس عند الأكثرين.

فصل:

ادعى الشريف الموسوي في "غزواته": أن حديث خطبة علي لابنة أبي جهل موضوع، ولا نرى سماعه; لثبوته في "الصحيح" من حديث المسور كما ستعرفه قريبا، وأخرجه الترمذي عن عبد الله بن الزبير وصححه.

[ ص: 333 ] فائدة:

قوله: "بضعة مني" بفتح الباء الموحدة، وللحاكم: "مضغة-بالميم- يقبضني ما يقبضها، ويبسطني ما يبسطها"، ثم قال: صحيح الإسناد.

وله على شرط الشيخين: "ولا أحسبها إلا تحزن-أو- تجزع".

وأن المذكور في بني عبد شمس هو أبو العاصي، والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية