التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
3529 3737 - قال أبو عبد الله: وحدثني سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا الوليد، حدثنا عبد الرحمن بن نمر، عن الزهري، حدثني حرملة-مولى أسامة بن زيد- أنه بينما هو مع عبد الله بن عمر إذ دخل الحجاج بن أيمن فلم يتم ركوعه ولا سجوده، فقال: أعد. فلما ولى قال لي ابن عمر: من هذا؟ قلت: الحجاج بن أيمن ابن أم أيمن. فقال ابن عمر: لو رأى هذا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لأحبه، فذكر حبه وما ولدته أم أيمن. قال: وحدثني بعض أصحابي، عن سليمان: وكانت حاضنة النبي- صلى الله عليه وسلم-. [انظر: 3736- فتح: 7 \ 88]


أي: في مناقب أسامة وذريته والحسن

ذكر فيه أحاديث:

[ ص: 340 ] أحدها:

حديث الماجشون أخبرنا عبد الله بن دينار قال: نظر ابن عمر يوما وهو في المسجد إلى رجل يسحب ثيابه في ناحية من المسجد، فقال: انظر من هذا؟ ليت هذا عندي. قال له إنسان: أما تعرف هذا يا أبا عبد الرحمن؟ هذا محمد بن أسامة، قال: فطأطأ ابن عمر رأسه، ونقر بيديه في الأرض، ثم قال: لو رآه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لأحبه. يعني: من أجل والده أسامة.

ومحمد هذا روى عن أبيه، وعنه عبد الله بن دينار وجمع، ثقة قليل الحديث، مات في خلافة الوليد بن عبد الملك، روى له الترمذي حديثا في مرضه، والنسائي في "خصائص علي- رضي الله عنه-".

ثانيها:

حديث أبي عثمان، عن أسامة بن زيد- رضي الله عنهما- حدث عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه كان يأخذه والحسن، فيقول: "اللهم أحبهما فإني أحبهما".

ويأتي في فضل الحسن وهو من أفراده، وأخرجه النسائي.

وفيه: فضل ظاهر لأسامة والحسن.

ثالثها:

حديث: وقال نعيم: عن ابن المبارك، أخبرنا معمر، عن الزهري، أخبرني مولى لأسامة بن زيد. أن الحجاج بن أيمن ابن أم أيمن، وكان أيمن ابن أم أيمن أخا أسامة لأمه، وهو رجل من الأنصار، فرآه ابن عمر لم يتم ركوعه ولا سجوده فقال: أعد.

[ ص: 341 ] يعني: لعدم إتمامه إياه.

ففيه: وجوب الإعادة على تارك ذلك، ونعيم هو ابن حماد بن معاوية بن الحارث بن سلمة بن مالك أبو عبد الله الخزاعي المروزي الأعور، الرفاء، الفارض، سكن مصر، ومات بـ (سر من رأى) مسجونا في المحنة، سنة ثمان وعشرين ومائتين، وقيل: سنة تسع.

وأم أيمن هي بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصين بن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان، وتعرف بأم الظباء مولاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وخادمته ورثها عن أبيه، وقيل: عن أمه، وقال: "أم أيمن أمي بعد أمي". وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يزورها وأبو بكر وعمر من بعده، خلف عليها زيد بن حارثة بعد عبيد فولدت له أسامة.

وعبيد هو ابن عمرو بن بلال بن أبي الحرباء بن قيس بن مالك بن ثعلبة بن جشم بن مالك بن سالم الحبشي، قاله الكلبي، وكان أبو عمر يقول: أيمن بن عبيد الحبشي استشهد يوم حنين، ثبت مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولم ينهزم.

ثم رواه البخاري فقال: حدثني سليمان بن عبد الرحمن، حدثنا الوليد، حدثنا عبد الرحمن بن نمر، عن الزهري، حدثني حرملة بن زيد أنه بينما هو مع عبد الله بن عمر إذ دخل الحجاج بن أيمن فلم يتم ركوعه ولا سجوده.. الحديث.

التالي السابق


الخدمات العلمية