التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
3533 3743 - حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا شعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: ذهب علقمة إلى الشأم، فلما دخل المسجد قال: اللهم يسر لي جليسا صالحا. فجلس إلى أبي الدرداء فقال أبو الدرداء: ممن أنت؟ قال: من أهل الكوفة. قال: أليس فيكم-أو منكم- صاحب السر الذي لا يعلمه غيره؟ يعني: حذيفة. قال: قلت: بلى. قال: أليس فيكم- أو منكم- الذي أجاره الله على لسان نبيه- صلى الله عليه وسلم-؟ يعني: من الشيطان، يعني عمارا. قلت: بلى. قال: أليس فيكم-أو منكم- صاحب السواك أو السرار؟ قال: بلى. قال: كيف كان عبد الله يقرأ: والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى [الليل: 1 - 2] قلت: ( والذكر والأنثى ) . قال ما زال بي هؤلاء حتى كادوا يستنزلوني عن شيء سمعته من رسول الله- صلى الله عليه وسلم -. [انظر: 3287- مسلم: 824- فتح: 7 \ 90]


[ ص: 345 ] ذكر فيه حديث أبي الدرداء، واسمه عويمر في فضلهما، أما عمار فهو ابن ياسر أبو اليقظان، أمه سمية عذبا في الله.

وأمه أول شهيدة في الإسلام طعنها أبو جهل بحربة في قبلها، وقتل عمار بصفين، وقد جاوز.

وحذيفة هو أبو عبد الله حذيفة بن اليمان بن حسيل بن جابر بن عمرو حليف بني عبد الأشهل، صاحب سر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقيل: اليمان لقب جدهم جروة بن الحارث، قال الكلبي: لأنه أصاب دما في قومه فهرب إلى المدينة، وحالف بني عبد الأشهل، فسماه قومه اليمان، مات سنة ست وثلاثين على الأصح، وترجم له البخاري ترجمة وحده فيما سيأتي فقال: باب ذكر حذيفة بن اليمان العبسي كما ستعلمه، وفيه فضل أبي الدرداء.

وقوله: (أليس عندكم ابن أم عبد صاحب النعلين والوساد والمطهرة؟!)، يقول: عندكم من لا تحتاجون معه إلى عالم.

وقوله: (صاحب النعلين..) إلى آخره. قال الداودي: أي لم يكن له من إيجاب إلا ذلك لتخليه من الدنيا، وأنكر ذلك عليه من قال: المراد بالمناقب ما كان مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.

وقوله: (الذي أجاره الله من الشيطان، يعني: على لسان نبيه) يعني: قوله- صلى الله عليه وسلم-: "ويح عمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار"، يعني - والله أعلم- حين أكرهوه على الكفر بسبه- صلى الله عليه وسلم-.

وقوله: (صاحب سر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الذي لا يعلمه غيره) يعني: حذيفة، وذلك أنه أسر إليه سبعة عشر رجلا من المنافقين.

[ ص: 346 ] قوله: (صاحب السواك). شك المحدث، وهو: ابن مسعود صاحب السوار، وهو السرار، ويروى أنه- صلى الله عليه وسلم- قال له: "إذنك علي أن يرفع الحجاب، وتستمع سوادي" كذا عند مسلم، وقراءة عبد الله: (والذكر والأنثى)، أنزل كذلك، ثم أنزل وما خلق فلم يسمعه عبد الله ولا أبو الدرداء وسمعه سائر الناس وأثبتوه، وهذا كظن عبد الله أن المعوذتين ليستا من القرآن.

التالي السابق


الخدمات العلمية