التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
3543 3753 - حدثني محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن محمد بن أبي يعقوب، سمعت ابن أبي نعم، سمعت عبد الله بن عمر وسأله عن المحرم-قال شعبة: أحسبه: يقتل الذباب- فقال: أهل العراق يسألون عن الذباب وقد قتلوا ابن ابنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم-! وقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: " هما ريحانتاي من الدنيا". [5994- فتح: 7 \ 95]


أما السيد الحسن بن علي بن أبي طالب، فهو أبو محمد كان أشبه شيء برسول الله- صلى الله عليه وسلم- مات سنة خمسين.

وأما السيد الحسين الشهيد، فهو أبو عبد الله، قتل بكربلاء يوم عاشوراء سنة إحدى وستين عن نيف وخمسين سنة.

ثم ساق البخاري في الباب سبعة أحاديث:

أحدها:

قال نافع بن جبير: عن أبي هريرة- رضي الله عنه-: عانق النبي- صلى الله عليه وسلم- الحسن.

وهذا أسنده في البيوع عن علي بن عبد الله ثنا سفيان، عن عبد الله بن أبي يزيد عنه، وأسنده في اللباس أيضا كما سيأتي.

ثانيها:

حديث الحسن، سمع أبا بكرة: سمعت النبي- صلى الله عليه وسلم- على المنبر

[ ص: 353 ] والحسن إلى جنبه، ينظر إلى الناس مرة وإليه مرة، ويقول: "ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين".

هذا الحديث سلف في الصلح، أخرجه هناك عن عبد الله ثنا سفيان، عن أبي موسى عن الحسن، وأخرجه هنا عن صدقة ثنا ابن عيينة ثنا أبو موسى، وأخرجه النسائي في الصلاة عن محمد بن منصور، عن سفيان به.

وأبو موسى: هو إسرائيل بن موسى البصري نزل الهند، من أفراد البخاري، وأما إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، أبو يوسف ثقة متفق عليه لا ثالث لهما في "الصحيح".

وفيه: جواز ولاية المفضول مع وجود الفاضل وحضرته كما ذكره ابن التين.

ثالثها:

حديث أسامة بن زيد- رضي الله عنهما- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- أنه كان يأخذه والحسن، ويقول: "اللهم إني أحبهما فأحبهما". أو كما قال.

وقد سلف قريبا.

رابعها:

حديث أنس- رضي الله عنه-: أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين- عليه السلام- فجعل في طست، فجعل ينكت، وقال في حسنه شيئا. فقال أنس: كان أشبههم برسول الله- صلى الله عليه وسلم- وكان مخضوبا بالوسمة.

النكت: أي ينكت في الشيء فيؤثر فيه بقضيب أو غيره، وجوزي هذا الناكت بأن رأسه لما جيء به فنصب في رحبة المسجد، جاءت

[ ص: 354 ] حية فدخلت فيه مرتين أو ثلاثا كما أخرجه الترمذي، وقال: حسن صحيح.

خامسها:

حديث البراء- رضي الله عنه- قال: رأيت النبي- صلى الله عليه وسلم- والحسن على عاتقه يقول: "اللهم إني أحبه فأحبه". وهو فضل ظاهر له.

سادسها:

حديث عقبة بن الحارث قال: رأيت أبا بكر وحمل الحسن وهو يقول: بأبي، شبيه بالنبي، ليس شبيه بعلي. وعلي يضحك.

فيه: فضل ظاهر له، وذكر بعده حديث أنس: لم يكن أحد أشبه بالنبي- صلى الله عليه وسلم-من الحسن بن علي.

والسر فيه أنه عرق من فاطمة وكان فيها عرق من رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.

والبخاري روى أولا هذا مسندا من حديث هشام بن يوسف، عن معمر، عن الزهري، عن أنس، ثم قال: وقال عبد الرزاق: أنا معمر، عن الزهري، أخبرني أنس فذكره، وأخرجه الترمذي في المناقب: عن محمد بن يحيى ثنا عبد الرزاق به، ثم قال: حسن صحيح.

سابعها:

حديث محمد بن أبي يعقوب، وهو محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب الضبي البصري، قال: سمعت ابن أبي نعم وهو عبد الرحمن أبو الحكم

[ ص: 355 ] البجلي الكوفي
سمعت عبد الله بن عمر، وسأله عن المحرم، قال شعبة: أحسبه يقبل الديات، فقال: أهل العراق يسألون عن الديات، وقد قتلوا ابن بنت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "هما ريحانتاي من الدنيا".


وفيه: فضل ظاهر لهما.

التالي السابق


الخدمات العلمية