التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
3545 3755 - حدثنا ابن نمير، عن محمد بن عبيد، حدثنا إسماعيل، عن قيس، أن بلالا. قال لأبي بكر: إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني، وإن كنت إنما اشتريتني لله فدعني وعمل الله. [فتح: 7 \ 99]


هو أبو عبد الله بلال بن رباح، وأمه: حمامة مولاة بني جمح مات بدمشق سنة عشرين.

ثم ذكر البخاري حديثا معلقا، فقال:

وقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة".

وهذا قد أسنده في الصلاة، في باب فضل الطهور بالليل والنهار.

ثم أسند عن جابر- رضي الله عنه- قال: كان عمر- رضي الله عنه- يقول: أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا. يعني: بلالا.

وحديث قيس، أن بلالا قال لأبي بكر- رضي الله عنهما-: إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني، وإن كنت إنما اشتريتني لله فدعني وعمل الله.

[ ص: 357 ] الشرح:

(دف): بالفاء: الخفق، والبخاري فسره بذلك كما يعني هناك، وإنما رآه بين يديه ليس أنه يفعل ذلك قاله الداودي، وقول عمر- رضي الله عنه-: (أعتق سيدنا) يعني: أنه من سادة هذه الأمة ليس أنه أفضل من عمر- رضي الله عنه- وقوله: (وأعتق سيدنا). فيه حجة لابن القاسم على أشهب في قوله: إن من اشترى عبدا مسلما من دار الحرب أنه لا ولاية له عليه; لأنه عبد عتق بنفس إسلامه، واحتج ابن القاسم بأن ولاء بلال كان لأبي بكر (وهو) اشتراه بعد إسلامه، قال محمد: فاضطر أشهب إلى أن قال: لم يكن ولاء بلال لأبي بكر.

ويروى أنه لما قال لأبي بكر بعد موت رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: إن كنت عتقتني لوجه الله فدعني أذهب حيث شئت، وإن كنت أعتقتني لنفسك فأمسكني، فقال له أبو بكر: اذهب حيث شئت، فذهب إلى الشام، وسكنها مؤثرا الجهاد على الأذان.

التالي السابق


الخدمات العلمية