التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
3564 3775 - حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا حماد، حدثنا هشام، عن أبيه، قال: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، قالت عائشة: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة، فقلن يا أم سلمة، والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فمري رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث ما كان أو حيث ما دار، قالت: فذكرت ذلك أم سلمة للنبي- صلى الله عليه وسلم- قالت: فأعرض عني، فلما عاد إلي ذكرت له ذاك فأعرض عني، فلما كان في الثالثة ذكرت له، فقال: " يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها". [انظر: 2574- مسلم: 2441- فتح: 7 \ 107]


هي أم المؤمنين أم عبد الله بنت الصديق حبيبة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأفقه نساء الأمة، عاشت سبعا وستين سنة، وماتت بعد الخمسين. لها خصائص ذكرتها في الكتاب المشار إليه، وذكر البخاري في الباب أحاديث.

أحدها:

حديثها في سلام جبريل، وقد سلف وفيه: "يا عائش.. " وقد سلف في باب ذكر الملائكة: "يا عائشة" وهو صريح في فضلها.

[ ص: 371 ] ثانيها :

حديث أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران.. " الحديث سلف في باب قول الله تعالى: وإذ قالت الملائكة يا مريم زاد هنا: "وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام". يأتي في الأطعمة، وأخرجه مسلم والترمذي، وقال: حسن صحيح والنسائي وابن ماجه.

رابعها:

حديث القاسم بن محمد، أن عائشة اشتكت، فجاء ابن عباس فقال: يا أم المؤمنين، تقدمين على فرط صدق على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وعلى أبي بكر.

الفرط: الأجر المتقدم، وفيه قطع لها بالجنة، ولا يقوله إلا بتوقيف.

خامسها:

أبا وائل قال: لما بعث علي عمارا والحسن إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمار فقال: إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة، ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها. ولا شك فيما ذكره.

سادسها:

حديث عائشة- رضي الله عنها- أنها استعارت قلادة.. الحديث سلف بطوله في التيمم، يحتمل أن يكون أرسلهم وأقام بالناس كما في الحديث الآخر، ثم لما أتوا وأصبح نزلت آية التيمم، ثم أثاروا البعير فوجدوا العقد تحته، وفي أخرى: أنهم أتوا بالعقد وليست هذه اللفظة

[ ص: 372 ] محفوظة، ذكره كله ابن التين.

سابعها:

حديث هشام، عن أبيه أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لما كان في مرضه، جعل يدور في نسائه ويقول: "أين أنا غدا؟ أين أنا غدا؟". حرصا على بيت عائشة، قالت عائشة: فلما كان يومي سكن. كذا هنا، وقال في رواية أخرى: إنهن لما رأين ذلك أذن له في المقام عندها، ويحتمل أن يكون أذن له بعد أن صار إلى يومها فيتفق الحديثان.

(ثامنها) :

حديث هشام، عن أبيه أيضا قال: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة.. الحديث، فيه أنه- صلى الله عليه وسلم- قال: "يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها".

فيه: مكان أم سلمة عنده، وكان لها جمال، ويقال: إن عمر قال لحفصة- رضي الله عنهما-: ليس لك جمال أم سلمة، ولا ود عائشة، لتقصري عن مناقب عائشة.

وفيه: دلالة أنه ليس على الزوج العدل في النفقة، بل يفضل من شاء إذا قام للأخرى بما يلزمه لها، ويحتمل أن يكون ذلك من خصائصه، كما أنه لم يكن عليه العدل بينهن على خلف فيهن; لقوله: ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء [الأحزاب: 51].

التالي السابق


الخدمات العلمية