التوضيح لشرح الجامع الصحيح

ابن الملقن - عمر بن علي بن أحمد الأنصاري

صفحة جزء
3618 3830 - حدثنا أبو النعمان، حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار وعبيد الله بن أبي يزيد قالا: لم يكن على عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- حول البيت حائط، كانوا يصلون حول البيت، حتى كان عمر، فبنى حوله حائطا. قال عبيد الله: جدره قصير، فبناه ابن الزبير. [فتح: 7 \ 146]


ذكر فيه حديث جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما-: لما بنيت الكعبة ذهب النبي- صلى الله عليه وسلم- وعباس ينقلان الحجارة.. الحديث، وقد سلف في باب التعري في الصلاة وغيرها.

وبنيان الكعبة كان عام خمس وعشرين من الفيل، قبل تنبؤ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بخمسة عشر عاما; لأنه ولد في ربيع الأول من عام الفيل.

ومعنى (طمحت عيناه): ارتفعتا، وفي هذا العام تزوج خديجة، ولما بنوا الكعبة اختلفوا فيمن يضع الحجر الأسود مكانه، فحكموا أول طالع عليهم، فطلع عليهم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فأمر أن يجعل في ثوب، وتأخذ كل قبيلة من قريش بناحية من الثوب، ثم أخذ الحجر فوضعه بيده.

[ ص: 449 ] وذكر فيه أيضا حديث عمرو بن دينار وعبيد الله بن أبي يزيد قالا: لم يكن على عهد النبي- صلى الله عليه وسلم- حول البيت حائط، كانوا يصلون حول البيت حتى كان عمر- رضي الله عنه- فبنى حوله حائطا. قال عبيد الله: جدره قصير، فبناه ابن الزبير.

قلت: سببه أن النفقة قصرت بهم فتركوا من البيت مما يلي الحجر أذرعا ورفعوا باب البيت ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا، وقصرت نفقاتهم أن يجعلوا السقائف إلى حوله، وأن يردموه حتى يعلو فلا يصيبه السيل، وقاسوا فيما بين وضع المقام والبيت بحنوط جعلوها في الكعبة، وجعلوا المقام في حائط البيت.

التالي السابق


الخدمات العلمية